يُعتبر التحكيم في أي مجال مهنة صعبة، لكن أن تكون حكماً في عالم كرة القدم، فهو تحدٍّ لا يجرؤ عليه سوى القليلون، تزداد المخاطر في بعض البلدان كإسبانيا، إذ تمتلك البلاد ثقافة كروية قوية تجعل من قرارات الحكام محوراً دائماً للجدل وردود الفعل الشخصية.
استهداف الحكام في الدوري الإسباني
شهدت الساحة الكروية الإسبانية مؤخراً واقعة جديدة من استهداف الحكام، حيث تعرض الحكم خوسيه لويس مونويرا مونتيرو لهجوم واسع عقب إدارته لمباراة أوساسونا وريال مدريد، ما يعكس الصعوبات التي يواجهها الحكام في الدوري الإسباني.
ورغم الانتقادات المستمرة، فإن الحكام الإسبان يحظون بتقدير كبير على مستوى أوروبا، فالتقارير الصادرة عن الهيئات الرياضية الأوروبية تؤكد مكانتهم المرموقة، وهو ما ينعكس أيضاً على مستوى الرواتب، حيث يحصل حكام الدوري الإسباني على أعلى الأجور مقارنة بنظرائهم في الدوريات الأوروبية الأخرى.
رواتب الحكام... إسبانيا في الصدارة
تحديد رواتب الحكام ليس بالمهمة السهلة، خاصة مع تطور دور التحكيم وظهور تقنيات مثل حكم الفيديو المساعد (VAR)، ما أدى إلى زيادة عدد أفراد الطاقم التحكيمي، ويحصل الحكام على رواتب أساسية بالإضافة إلى مكافآت لكل مباراة، إلى جانب تعويضات السفر وحقوق الصورة وغيرها.
ووفقاً لتقرير صادر عن صحيفة "ماركا"، فإن حكم الدرجة الأولى في إسبانيا يمكن أن يتقاضى ما بين 267,000 و300,000 يورو سنوياً في حال إدارته 20 مباراة على الأقل، ويُوزع هذا المبلغ على راتب أساسي يبلغ 167,000 يورو، و4,830 يورو لكل مباراة، و25,500 يورو كحقوق صورة، إلى جانب تعويضات التنقل.
أما الحكام الذين يديرون مباريات دولية، مثل دوري أبطال أوروبا، فيحصلون على 7,000 يورو إضافية لكل مباراة، مما يزيد إجمالي دخلهم إلى أكثر من 300,000 يورو سنوياً.
رواتب الحكام في أوروبا
وبحسب تقرير نشرته "لاغازيتا ديلو سبورت"، تحتل ألمانيا المرتبة الثانية من حيث رواتب الحكام، حيث يمكنهم كسب 194,000 يورو سنوياً في حال إدارة 20 مباراة، مع راتب أساسي يبلغ 87,000 يورو، أي أقل من نظيره الإسباني، لكن التعويض لكل مباراة يبلغ 5,800 يورو، وهو أعلى بقليل من نظيره في إسبانيا.
أما في إيطاليا، فيبلغ متوسط دخل الحكام 159,000 يورو سنوياً، متفوقين على حكام الدوري الإنكليزي لكرة القدم الذين يحصلون على 157,000 يورو فقط سنوياً، رغم أن الدوري الإنكليزي يعد من أغنى البطولات في العالم، أما الدوري الفرنسي، فيأتي في المرتبة الأخيرة بين الدوريات الكبرى، إذ يبلغ متوسط دخل الحكام فيه 145,000 يورو سنوياً.
مهنة محفوفة بالمخاطر رغم المزايا المالية
ورغم المزايا المالية التي يتمتع بها الحكام، فإن التحكيم في كرة القدم لا يخلو من المخاطر، أحداث مثل الهجوم الذي تعرض له مونويرا مونتيرو بعد مباراة أوساسونا وريال مدريد تؤكد أن التحكيم ليس مجرد وظيفة، بل تحدٍّ يومي قد يعرض صاحبه لضغوط هائلة، كما صل الأمور في بعض البلدان للتحدي على الحكم جسدياً ولفظياً.
وفي ظل هذه التحديات، فإن إدانة أي تصرف عدواني ضد الحكام أمر ضروري، ولكن في الوقت ذاته، من المهم أن يكون هناك نقد ذاتي داخل منظومة التحكيم.