كل التحضيرات اكتملت للتشييع الضخم لحسن نصر الله ومعه رفيق دربه هاشم صفي الدين سواء في مدينة كميل شمعون الرياضية أو في الطرقات المحيطة بها والمؤدية إليها.
كل الأنظار اذا تتجه اليوم الأحد إلى المدينة الرياضية ومحيطِها. فتشييع الأمينَين العامين السابقَين لحزب الله، حوَّله حزبُ الله، مناسبة لإثبات حضوره ولإطلاق الرسائل السياسية، وفي كلّ الإتجاهات.
الرسالة الأولى إلى بيئة الحزب فحواها أنّ الحزبَ لم يضعَف، وأنّ خَسارتَه الحربَ ضدَّ إسرائيل لا تعني إضعاف قوته السياسية.
الرسالة الثانية إلى القوى السياسيّةِ وسائر المكونات اللبنانيّة، وهي أن المرحلة الجديدة التي بدأت بعد انتهاءِ الحرب لن تؤدّي إلى إضعاف حضورِه في المشهد السياسي.
الرسالةُ الثالثة فإلى المجتمعَين العربي والدولي، للقول لهما إنَّ الحزب لا يزال يمتلك القوة الشعبية الأولى في لبنان.
استعدادت ضخمة
ويستعدّ الحزب المدعوم من إيران لتشييع نصرالله، بعد قرابة خمسة أشهر على مقتله بغارات إسرائيلية مدمّرة على ضاحية بيروت الجنوبية، ودُفن نصرالله بعد انتشال جثته "وديعة" في مكان لم يعلن عنه، في انتظار إمكان تنظيم التشييع، فيما كانت الحرب على أشدّها.
وأسفرت الغارات التي أودت بحياة نصرالله كذلك عن مقتل العميد عباس نيلفروشان، أحد الضباط الكبار في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
يشارك رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف في تشييع نصرالله في بيروت، بحسب ما أفادت وسائل إعلام في طهران.
وكان لقتل نصرالله وقع الصاعقة لدى مناصرين لم يعرف كثيرون منهم غيره قائدا للحزب الذي مني بخسائر كبيرة خلال أكثر من عام من مواجهة دامية مع إسرائيل على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس.
مستقبل الحزب
هناك أسئلة جوهرية ستكون مطروحة على حزب الله، خصوصًا بعد التشييع، وأبرزها:
في اي اتجاه سيستثمر الحشد والحضور؟
ماذا عن الإستحقاق الملزِم بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، بنسخته وبقراءته الأممية وليس وفق القراءة اللبنانية القائمة على الأهواء والإجتهادات.
بعد ساعات على التشييع، سيكون التحدي الأول مناقشة البيان الوزاري للحكومة، فكيف سيتعاطى حزب الله مع البيان ، وهو الخارج من استعراض القوة الذي تمثل في التشييع؟
يوم التشييع، بعيدًا من العواطف، سيكون تحت أنظار الأميركي والإسرائيلي، فكيف سيقرآن تفاصيله؟
لن يكون كما كان
يؤكد العارفون أن الحزب لم يعد يمتلك القوة العسكرية التي كان يجاهر فيها أيام نصرالله، ولا القوة المالية التي كانت تشكل عصب امتداداه في لبنان والمنطقة.
الحزب اليوم بات اضعف من أي تنظيم محلي آخر، لكن التعاطف الشعبي مع الحزب لا يزال كبيرا نظرا للمؤسسات التي كان يمتلكها والتي استقطب من خلالها الآف اللبنانيين.