أعلنت إدارة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، شمال غربي سورية، حظر تجول في المدينة حتى الساعة العاشرة من صباح اليوم الجمعة، وذلك بالتزامن مع اشتباكات تجري في عدة أحياء واستمرار وصول التعزيزات العسكرية إلى المحافظة بعد هجمات نفذها مسلحون من فلول النظام السابق، فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، مقتل 70 شخصاً على الأقل في اللاذقية على الساحل السوري في اشتباكات بين قوات الأمن ومقاتلين "موالين" للرئيس المخلوع بشار الأسد.
وفي أحدث هذه الهجمات، تعرض مرفأ اللاذقية لهجوم مسلح شنه عناصر من فلول النظام السابق، وسُمع دوي عدة انفجارات عنيفة داخل المدينة. كما أعلن قائد شرطة اللاذقية تعرض فرع الأمن الجنائي في محافظة اللاذقية لهجومين متتابعين من قبل فلول النظام استخدمت فيهما قنابل وأسلحة آلية. وبحسب قائد الشرطة، قُتل عدد من المهاجمين التابعين لفلول النظام وأسر آخرون في الهجوم، وأكد أن فلول النظام السابق ما زالت تقطع عددا من شوارع اللاذقية وسط استمرار وصول تعزيزات من قوات الجيش ووزارة الدفاع التي باتت على مشارف اللاذقية.
وفي مدينة جبلة، جنوبي اللاذقية، تواصلت الاشتباكات داخل أحياء المدينة، وسمعت أصوات رصاص كثيفة عند مدخل المدينة الشمالي القريب من قاعدة حميميم العسكرية التي توجد فيها القوات الروسية، في حين سقط عدد من القتلى من الأمن العام ومن فلول النظام جراء هذه الاشتباكات، كما سقطت قذائف هاون في أحياء جبلة مصدرها عصابات الأسد. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية، في بيان موجه إلى فلول النظام: "اليوم أنتم مشتتون بين الجبال لا ملجأ لكم سوى المحاكم حيث ستواجهون العدالة". وأضاف، وفق ما نقلت وكالة "سانا" الرسمية: "الآلاف اختاروا تسليم السلاح والعودة إلى أهلهم، بينما يصر البعض على الهروب والموت دفاعا عن قتلة ومجرمين. الخيار واضح: إلقاء السلاح أو مصيركم المحتوم". وختم البيان: "إلى العناصر المتبقين من فلول الأسد، لا تكونوا وقودا لحرب خاسرة. بشار هرب وترككم لمصيركم".
في السياق ذاته، نقلت وكالة "سانا" عن قيادة العمليات الأمنية بوزارة الداخلية في محافظتي اللاذقية وطرطوس دعوتها جميع المدنيين إلى الابتعاد عن مناطق العمليات العسكرية والأمنية، وترك المهمة للقوات المختصة من الجيش والأمن "التي تعمل وفق خطط مدروسة لحسم الموقف وحماية الأرواح".
وأكدت قيادة العمليات الأمنية أنها وجّهت كافة الوحدات العسكرية والأمنية بـ"الالتزام الصارم بالإجراءات والقوانين المقررة، حفاظًا على المدنيين ومواجهة أي محاولة لاستهداف الأمن الوطني بحزم"، وأكدت أنها "لن تسمح لأي جهة أو فرد بالتصرف خارج إطار الدولة والقانون، وستبقى سورية قوية وموحدة". وأضافت: "تهدف هذه العمليات إلى فرض الأمن والاستقرار ضمن إطار القانون، بعيدًا عن الثأر أو الانتقام، وتناشد المواطنين عدم التدخل وترك الأمر للقوات المختصة، مع رفض أي خطاب تحريضي أو تقسيمي".
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم، مقتل 70 شخصا على الأقل في اللاذقية على الساحل السوري في اشتباكات بين قوات الأمن ومقاتلين "موالين" للرئيس المخلوع بشار الأسد. وأفاد المرصد عبر منصة إكس بسقوط "أكثر من 70 قتيلا وعشرات الجرحى والأسرى في اشتباكات وكمائن دامية بالساحل السوري بين عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية ومسلحين من جيش النظام البائد".
وقطع مسلحون من فلول النظام السابق الطريق الدولي بين طرطوس واللاذقية، واستهدفوا سيارات على الطريق، كما حاصروا مشفى جبلة العام ومداخل المدينة. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات صوتية للمدعو مقداد فتيحة، قائد ما يسمى مليشيا "درع الساحل"، يعلن فيه النفير العام والسيطرة على محيط مطار حميميم لإخراج الأمن العام من الساحل السوري، وفق زعمه.