لبنان

الإستقلال الـ79 في الفراغ... لا إحتفالات ولا مَن يحتفلون!

الإستقلال الـ79 في الفراغ... لا إحتفالات ولا مَن يحتفلون!

ذكرى استقلال تاسعة وسبعون ستحل على لبنان بعد 12 يوما بالتمام، اصدرت رئاسة مجلس الوزراء في صددها مذكرة بالتعطيل، في بلد معطّل سياسيا واقتصاديا وماليا واجتماعيا ودستوريا، وقد لا تبقى منه الا الذكرى، ان لم يستفق المسؤولون على وجوب انقاذه بالخروج من مربعات انانياتهم الضيقة.

بلد فارغ رئاسيا، مهمّش دوليا، متروك لقدره الاسود، لم يعرف شعبه معنى السيادة الفعلية لكثرة ما عانى الاحتلالات من داخله والخارج، وما زال غير مستقل بقراراته وخياراته المرهونة بدول ولدول إقليمية بإرادة الأحزاب الحاكمة.

ذكرى ستحل هذا العام في غياب اي مظهر احتفالي باستثناء اكاليل زهر توضع على اضرحة رجال وطنيين يستحقون لقب رجال الاستقلال، خلافا للطاقم السياسي الحاكم وللمنظومة التي لا تعرف للوطنية معنى ولا للانتماء سبيلا. فالشغور في موقع الرئاسة الاولى معطوف على سوء حال الوطن بأسره لا يترك للاحتفال ومراسمه رسميا وشعبيا من مكان، حتى العلم الورقي الذي كان يملأ مدارس لبنان في مثل ذلك اليوم لم يعد في قدرة المدارس ولا الطلاب تسديد ثمنه.

اذا لا احتفال مركزيا هذا العام في ظل شغور الموقع الرئاسي الاول في ما تبقى من الدولة، ولا احتفالات واستقبالات رسمية في قصر بعبدا المهجور منذ عشرة ايام، بفعل تقاعس الشريحة النيابية الاوسع عن تسمية مرشح تنتخبه، لا لسبب، الا لأنها ما زالت مستعمرة ومنتدبة ومرتهنة لمن هم خارج حدود الوطن.

تسعة وسبعون عاما على إعلان لبنان دولة مستقلة، ولا مقومات اساسية بديهية بعد للدولة. لا حدود مرسّمة بالكامل، مُسيَّبة ومشرّعة على التهريب من ربطة الخبز الى المحروقات والسلاح على انواعه، ولا رئيس جمهورية لغياب الاتفاق عليه، ولا حكومة كاملة الصلاحيات، بل مشروطة مهامها ومحددة بإرادة وقدرة قادر نزولا غند رغبة زعيم. شعب منقسم بمعظمه طائفيا ومذهبيا تتوزع ولاءاته على التيارات والاحزاب، لا يفقه من مفهوم الوطنية سوى شعارات يرددها زعماؤه ويمارسون عكسها.

وطن كهذا، يقتات من فتات مساعدات دول وهبات منظمات وجمعيات انسانية ، وطن اُفرغ من ادمغته وسلّمه شعبه اراديا الى زعماء طوائف يوضاسيين احرقوه ونهبوه ونكّلوا به ورهنوه فريسة على مذابح صراعات الامم، وطن كهذا هل يستحق بعد الاحتفال بالاستقلال؟

نجوى أبي حيدر - المركزية

يقرأون الآن