في خطوة رسمية هي الأولى من نوعها بعد توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في 27 تشرين الأول الماضي، أعلنت شركة TotalEnergies الفرنسية، توقيعها وشريكتها ENI الإيطالية للهيدروكربونات إتفاقية مع إسرائيل تطبيقاً للإتفاق.
وتعتبر TotalEnergies في لبنان الشركة المشغّلة للرقعة الإستكشافيّة رقم 9 ولها حصة بنسبة 60% إلى جانب شريكتها ENI التي تبلغ حصّتها 40%.
ومن المتوقّع أن يبدأ الشركاء بعد إتفاقية الإطار تلك في الرقعة رقم 9 كما أعلنت «توتال إنرجيز»، «عمليات استكشاف لمنطقة يحتمل أن تحتوي على الغاز سبق وتمّ تحديدها والتي قد تمتد في كل من الرقعة رقم 9 والمياه الإسرائيلية جنوب خط الحدود البحرية الذي تمّ تحديده أخيراً، على أن يبدأ الآن التحضير لأنشطة الإستكشاف من خلال تجهيز الفِرَق وشراء المعدّات المطلوبة والإستحصال على سفينة الحفر».
بالنسبة الى لبنان لم تسلّم شركة «توتال إنرجيز» كما علمت «نداء الوطن» من مصادر وزارة الطاقة بعد خطة العمل للبدء باستكشاف النفط الذي يتطلب تجهيز فريق العمل وتعيين مهندسين...
فهناك مراحل عدّة يجب أن تتبع مرحلة اتّفاق الإطار الأول بعد اتفاق ترسيم الحدود عدّدتها خبيرة حوكمة النفط والغاز في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لوري هايتيان لـ «نداء الوطن» وهي:
- وضع خطة العمل من قبل الشركة للاستكشاف والاتفاق مع شركة الحفر للإعلان بعده عن موعد بدء الحفّارة عملها.
- إذا جرى الإكتشاف في البلوك 9 وكان هناك امتداد الى المنطقة الخالصة الإسرائيلية، سيحصل تفعيل لاتفاقية الإطار والإنجرار في تفاصيل أكثر حول وجود إمكانية تطوير حقل قانا وما هي حصة إسرائيل بعد الإكتشاف وسيتّخذ قراراً حول ما إذا كان سيتمّ تطوير الحقل وبدء مرحلة الإنتاج.
مرحلة ما بعد خطّة العمل
ولفتت هايتيان الى أنه «بعد إبلاغ شركة «توتال إنرجيز» وزارة الطاقة اللبنانية بخطة العمل يبدأ الإعلان عن الوظائف وشراء المعدّات لخوض غمار المرحلة الإستكشافية كما حصل في البلوك رقم 4. وتحديد الشركة التي ستقوم بعمليات الحفر وكان تمّ التوقيع في عملية التنقيب التي حصلت في البلوك رقم 4 مع شركة vantage drilling، وسفينة الحفر «تنغستن اكسبلور» TUNGSTEN EXPLORER.
وحول المرحلة التي سنمرّ بها قبل وبعد الإستكشاف، قالت هايتيان، إن «مرحلة الإستكشاف الأولى تتطلّب أن يبدأ الحفر في بئر استكشافي، وإذا تبيّن وجود كميات من الغاز، يقفل البئر لإعداد دراسات أو تقييم لتبنى عليها عملية الحفر مجدداً، فيقدّر حجم البئر وبعدها تقدير إمكانية السير بتطوير وإنتاج الحقل.
وكل ذلك يأتي بناء على السيناريوات الممكنة: السيناريو الأول اذا كان يوجد نفط فما هي الخطوة التالية؟ والثاني في حال لم يتم إيجاد نفط فماذا سيفعلون؟ والثالث، إذا وجدوا النفط بكميات قليلة فما هو الإجراء التالي؟».
بئر استكشافي ومنتج
فضلاً عن ذلك، أوضحت أنه «ستتمّ دراسة قيمة العائدات وما اذا كانت نسبتها ستغطي قيمة الإستثمارات التي ستتكبّدها الشركة، مع الأخذ في الإعتبار كلفة البنى التحتية، والحفر لاكتشاف النفط لذلك يسمّى بئراً استكشافياً، فيقيمون بعدها دراسات تقييمية قبل أن يتحوّل الى بئر منتج».
وفي ما يتعلّق بالفترة التي ستستغرق المرحلة التي نصل فيها الى بدء الحفر في حقل قانا قالت هايتيان، «في البلوك 4 استغرقت المدّة عامين منذ التوقيع على العقد ووصول الحفّارة، في وضعنا الراهن يمكن ان تستغرق الفترة أشهراً أو سنة ونصف السنة، ووفق أبعد تقدير 3 سنوات قبل انتهاء فترة الإستكشاف الأولى».
وإذا كان لبنان حصل على استكشاف واستغلال كامل حقل قانا، إلا أن الأمر سيستغرق سنوات قبل دخوله مرحلة التشغيل والإستفادة من عائداته، خصوصاً أن الشركة المشغّلة لحقل قانا ستدفع لإسرائيل حصّتها المقدّرة بنسبة 17%.
باتريسيا جلّاد - نداء الوطن