أكّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون "أننا لا نرتبط إلّا بلبنان لكنّنا نعم مع الفرنكوفونية التي هي مسألة انتماء إلى حضارة والتي تعني أن تكون مع العقل في مواجهة الجنون".
وأضاف، في اليوم العالمي للفرنكوفونية: "أن تكون فرنكوفونيًا يعني أن تكون مع سيادة دولتك الكاملة غير القابلة للتجزئة وأن نكون مؤمنين وعلمانيين".
وقال: "أن نكون فرانكوفونيين ليس مسألة لغة، وفي حقبٍ مختلفة، كانت لنا لغة الأم والثقافة والعلم والبحث، نحن لا نرتبط إلا بلبنان إنما أن تكون فرنكوفونيًا هو أن تكون مع المواطن وليس مع الحاكم. أن تكون فرنكوفونياً، فهذا يعني كمواطنٍ، أن تكونَ مع سيادةِ دولتِك المطلقة الدائمة وغيرِ القابلة للتجزئة، وفق مبدأ بودين (Bodin) ومع "روحِ القوانين"، لمكافحةِ استبدادِ أيِ سلطة، كما مونتسكيو، وأن تكونَ مع إرادةِ الشعبِ المؤسِسة للعقدِ الاجتماعي، كما روسو، وأن تكونَ مع حريةِ التفكيرِ والتعبيرِ مثل فولتير. أن تكونَ فرنكوفونياً يعني أن تكونَ مع العقلِ بمواجهةِ كلِ جنون مثلَ ديكارت ومع الجمالياتِ ضد البشاعة مثلَ بول فاليري وأن تكونَ مع المواطنِ لا مع الحاكم كما في "شرعةِ حقوقِه" الأولى".
وتابع: "أن تكون فرنكوفونياً يعني أن تكونَ مع حقوقِ العرب وقضايا العرب كما جاهر الكبير ديغول سنة 1967 وكما استمرَّ عالمُه مؤمناً بحقوقِنا وقضايانا ويبقى أخيراً: ماذا يعني أن تكونَ فرنكوفونياً حيالَ لبنان؟! بكل بساطة يعني أن تؤمنَ مع لامارتين بأنّ لبنانَ ليس مجردَ بلد بل "معبدٌ، حيثُ الأرزُ أعمدةٌ حية، تسنُدُ سماءَه".
وختم: "الأهم ألاّ تنسى أياً كانت كلماتُك أنْ تظلَّ تتحدثَ بلغةٍ واحدة لغةُ المحبة لكلِ إنسان ولكلِ ما هو إنساني وهذا ما نؤمنُ أنه الفرنكوفونية. ولهذا وبهذا نحتفلُ اليوم".