في ظل صدمة حزب الله المشوبة بالغضب من النائب جبران باسيل -غير المعلنة حتى الساعة على خلفية أدائه الرئاسي- نتيجة الاستمرار في اقفال الباب أمام الوزير السابق سليمان فرنجية لوصوله الى قصر بعبدا، الامر الذي سينعكس سلباً على العلاقات الثنائية بين الحزب والتيّار الوطني الحر، خصوصاً بعد رفع باسيل سقف التحدي في المواقف، مفاده: استحالة تجاوز التيّار الوطني الحر في الاستحقاق الرئاسي، كونه سيفتقد "الميثاقية المسيحية" بالمُطلَق.
في هذه الاثناء، يبدو انّ باسيل يراهن على حزب القوّات اللبنانية، التي تملك كتلة نيابية وازنة مسيحياً في البرلمان الجديد، لتقف في صفه لربما تغير شيئاً من المعادلات المرسومة، على إعتبار انّ القوّات لا تريد فرنجيّة رئيساً تحت أي ظرف، لا سيما انّهُ يبحث عن سبيل سياسي يستفيد منه، لكسر قرار الحزب الذي يريد انتخاب فرنجيّة تحت ايّ مسمى او تحت أيّ ظرف، وعدم الانصياع بالمطلق لمشيئته، ومشيئة الرئيس نبيه برّي، بإرغامه بخيارات صعبة يرفضها رئيس "التيّار".
وامام هذا المشهد القاتم، ترجم الوزير السابق وئام وهاب حقيقة غضب الحزب على باسيل، بعد كشفه مباشرةً عن اللقاء الذي جمع مسؤول الأمن والارتباط في الحزب الحاج وفيق صفا وقائد الجيش العماد جوزاف عون يوم الأربعاء الماضي، في اليرزة، معتبراً إن طابع اللقاء كان سياسياً وليس أمنياً، الامر الذي فسرته اوساط سياسية مواكبة بأنه رسالة من الحزب متعمدة لوقف المعارك "الدونكيشوتية" من قبل حليفه البرتقالي، والمقصود منها: امّا خيار فرنجيّة او العماد عون رئيساً حتماً، ولوضع حدّ لشروط باسيل، واطلاق "قنابله الرئاسية" في كل عاصمة من عواصم العالم .
هذه الرسالة وفق الاوساط عينها أقلقت باسيل جداً، ما يشير إلى أنّ موقف الحزب منطلق من أحداث ومعطيات وتنم عن جدية وليست كلاماً او تسريباً من هنا او هناك، كما انّ رسالة الحزب تعطي طابعاً دقيقاً، بما يحمل تبني إختيار قائد الجيش وترشيحه الى الرئاسة، والتي تحظى ايضاً بميثاقية رئيس حزب القوات سمير جعجع، كما تفيد المعطيات انّ الحزب على تنسيق تام، وزياراته لم تنقطع على خطّ اليرزة وربما تتكثف في المراحل القادمة، وانّ الضمانة يمكن للحزب الحصول عليها من العماد عون، ولن يكون متضرراً بتاتاً، من إيصاله الى كرسي بعبدا.
شادي هيلانة - أخبار اليوم