أرجئت زيارة الوفد الأمنيّ برئاسة وزير الدفاع اللواء ميشال منسى إلى سوريا بطلب من السلطات السورية.
الوفد كان سيضم الى منسى، للمرّة الأولى المدير العامّ للأمن العامّ اللواء حسن شقير (رافق سابقاً ميقاتي في زيارته لسوريا من موقعه نائباً للمدير العامّ لأمن الدولة)، ومدير المخابرات العميد طوني قهوجي.
وكان الوفد سيلتقي وزير الدفاع السوري في الحكومة الانتقالية مرهف أبو قصرة، المعروف سابقاً بأبي حسن الحموي، القائد السابق للجناح العسكري لهيئة تحرير الشام. وأبو قصرة، المولود في حماه، يعتبر من الشخصيّات المقرّبة من الشرع، وكان من أبرز القادة الميدانيين ضمن التنظيمات الإسلامية المتشدّدة.
أبلغ رئيس الجمهورية القادة الأمنيّين بفحوى الزيارة وتوقيتها، في اجتماع بعبدا الأمنيّ الأخير. وفق المعلومات، سيواظب الرئيس عون على هذا الاجتماع دوريّاً، لإبقاء التنسيق المُباشر قائماً بين رئيس الجمهورية وقادة الأجهزة ولو بحضور وزيري الدفاع والداخلية، فيما لوحظ عدم استجابة عون لنداء رئيس الجمهورية السابق ميشال عون حين دعا من هم في موقع المسؤولية إلى عقد المجلس الأعلى للدفاع للبحث في الانتهاكات الإسرائيلية المستمرّة، وملفّ الحدود الشرقية، إثر المواجهات الأخيرة، ومسألة النازحين، مع العلم بأنّ في اجتماع عون والشرع، في 4 آذار الجاري، تمّ الاتّفاق على تأليف لجان مشتركة بين الجانبين، بعد تأليف الحكومة السوريّة الجديدة.
وقالت مصادر مطّلعة لـ "أساس" إنّ الجانب اللبناني أعدّ ملفّاً أمنيّاً متكاملاً لزيارة ذات محاور عدّة تشمل بشكل أساس ملفّ الحدود، خصوصاً بعد المواجهات الأخيرة بين الجيش السوري التابع للإدارة الجديدة، ومن ضمنه هيئة تحرير الشام، والجيش اللبناني والعشائر البقاعية، وهو ما دفع الحكومة اللبنانية إلى تشكيل لجنة وزارية مهمّتها اقتراح التدابير اللازمة لضبط الحدود، ومراقبتها، ومكافحة التهريب، ورفع المقترحات إلى مجلس الوزراء. وكان من نتائج هذه المواجهات، إفراغ مناطق كاملة، من ضمن البقع المتداخلة مع الجانب السوري، من أبنائها اللبنانيين الذين يسكنون منذ عقود طويلة في بلدات تابعة بجزء منها للدولة السورية.
يعوّل الجانب اللبناني على أن تشكّل الزيارة متى حصلت حدّاً فاصلاً مع توتّرات الأشهر الماضية، في وقت يتصرّف فيه الجانب السوري من منطلق أنّ الحدود الشرقية، والشمالية الشرقية، لا تزال بقعة نفوذ لعناصر الحزب أملت عليه تنفيذ عمليّات أمنيّة وإنشاء نقاط حدودية في القصير في ريف حمص الغربي تحت عنوان توقيف عصابات تهريب المخدّرات، وضبط السلاح، وتطويق حركة من يُعتبرون أنّهم يأتمرون بأوامر الحزب.