اتهم الرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي"، وليد جنبلاط، إسرائيل بمحاولة استقطاب الدروز في سوريا في إطار خطة واسعة تهدف إلى تفتيت منطقة الشرق الأوسط إلى دول طائفية. وفي مقابلة مع وكالة "فرانس برس"، أشار جنبلاط إلى أن إسرائيل "تستمر في مشروعها القديم الجديد"، الذي يهدف إلى تفكيك المنطقة إلى كيانات طائفية ومذهبية، مؤكداً أن هذه الخطط ستؤدي إلى "تعميم الفوضى" في المنطقة.
وأوضح جنبلاط أن هذه المحاولات الإسرائيلية تشمل تفكيك غزة واقتلاع سكانها، مع التوسع لاحقاً إلى الضفة الغربية، قائلاً: "سيحاولون، وربما ينجحون، باقتلاع غزة، باقتلاع البشر في غزة والحجر، ثم يأتي دور الضفة. سيحاولون أن يجعلوا في سوريا نوعاً من عدم الاستقرار، ليس فقط من خلال الدروز، بل من خلال غير الدروز أيضاً". واصفاً هذه التحركات بـ "اللعبة الخطيرة".
وتطرق جنبلاط إلى تاريخ المنطقة، مشيراً إلى أن "خلال فترة الانتداب الفرنسي قبل نحو مئة عام، تمّ تقسيم سوريا إلى أربعة مشاريع كانتونات: دولة العلويين، دولة درزية، دولة حلب، ودولة الشام"، موضحًا أن الدروز كانوا في طليعة القوى التي منعت تقسيم سوريا من خلال مشاركتهم في ثورة سلطان باشا الأطرش في الثورة العربية، وهو ما أدى إلى إفشال هذا المشروع.
وأعرب جنبلاط عن أمله في أن "مشروع تقسيم سوريا التي مزّقتها سنوات من الحرب إلى مناطق نفوذ" يمكن تفاديه، لكنه أكد أن ذلك يتطلب "جهداً دولياً وعربياً كبيراً". كما أشار إلى ضرورة دعم الرئيس الانتقالي السوري، أحمد الشرع، لتحقيق هذا الهدف.
في سياق آخر، وعند سؤاله عن توقيف المتهم بقتل والده إبراهيم حويجة، رئيس المخابرات الجوية في عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، أكد جنبلاط أنه "لا يعتزم أن يطلب تسليمه"، مشيراً إلى أن هذا الشخص هو "أحد كبار المجرمين بحق والدي، وربما شخصيات لبنانية أخرى"، وأضاف أن السلطات السورية "تحاكمه"، موضحًا أنه "مسؤول عن جرائم بحق الشعب السوري كغيره".
وحول الضغوط التي تتعرض لها السلطات اللبنانية، أكد جنبلاط أن لبنان يواجه "ضغوطاً كبيرة منذ نهاية الحرب الدامية بين حزب الله وإسرائيل". وأوضح أن "الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا على لبنان لدفعه نحو تطبيع علاقاته مع إسرائيل"، مؤكداً أنه يرفض ذلك، تمامًا مثل رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام. وأشار إلى أن "واشنطن لن تقدم مساعدات للجيش اللبناني إلا بعد نزع سلاح حزب الله".