يواصل منتخب السودان كتابة صفحات مشرقة في تاريخه الكروي، محققاً إنجازات باهرة وسط تحديات قاسية تمر بها البلاد بسبب الحرب.
ورغم هذه الظروف، فقد ضمنت السودان مكانة في نهائيات كأس الأمم الأفريقية المقبلة التي ستُقام في المغرب، كما تحافظ على حظوظها في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
في التصفيات المؤهلة إلى المونديال، نجح المنتخب السوداني في التعادل أمام السنغال، أحد أبرز المنتخبات الأفريقية وأكثرها قوة. هذا التعادل الصعب لم يأتِ بسهولة؛ ففي مواجهة نارية، برز المنتخب بمستوى عالٍ، وهدد المرمى السنغالي بفرص خطيرة عدة، أبرزها محاولتا أبو عيسى ووليد الدين خضير.
ورغم أنّ منتخب السودان كان على وشك تحقيق انتصار تاريخي على نظيره السنغالي، إلا أنّ الخروج بنقطة من هذا اللقاء يُعتبر إنجازاً مهماً يعكس عزيمة وقوة "صقور الجديان". وبفضل هذا الأداء المميز، تمكن المنتخب السوداني من الحفاظ على مركزه الثالث في ترتيب المجموعة خلال فترة التوقف الدولي الأخيرة، متساوياً في الرصيد مع السنغال بـ12 نقطة لكل منهما، بعدما كان يتصدر المجموعة المعروفة بـ"مجموعة الموت"، وبفارق نقطة واحدة خلف منتخب الكونغو الديمقراطية المتصدر.
قدم السودان أداءً لافتاً في التصفيات، بخوضه ست مباريات حقق خلالها ثلاث انتصارات وثلاث تعادلات.
ومع اقتراب نهاية مشوار التصفيات، بات المنتخب السوداني على أعتاب فرصة تاريخية للتأهل إلى كأس العالم للمرّة الأولى على الإطلاق. لتحقيق هذا الهدف، يتوجّب عليه الفوز أو التعادل أمام السنغال في مواجهة مقبلة مفصلية، إلى جانب الظفر بالنقاط الثلاث من مباراته الأخيرة أمام توغو.
حظوظ السودان تتزايد في حال تعثرت الكونغو الديمقراطية في أي من مبارياتها المتبقية، وهو ما قد يمنح الفرصة لـ"صقور الجديان" لتصدر مجموعتهم. وإذا نجحوا في تحقيق الفوز على السنغال خارج أرضهم، فإنهم سيحسمون الصدارة رسمياً، ليصبح التعادل مع توغو كافياً للعبور التاريخي.
مسيرة المنتخب السوداني تمثل درساً عميقاً في قوة الإرادة والإصرار. فرغم الأزمات التي قد تؤثر على أي فريق، يُظهر "صقور الجديان" تصميماً لا يتزعزع لتحقيق الحلم الكبير. سواء نجحوا في التأهل إلى المونديال أم لا، فإنّ الأداء الثابت وقدرتهم على منافسة منتخبات بحجم السنغال يعتبر إنجازاً يستحق التقدير.