توجهت أنظار المسلمين في جميع أنحاء العالم أمس السبت إلى هلال شهر شوال، تتطلع بترقب علامة عيد الفطر. إنه تقليد سنوي تعلن فيه الدول ختام شهر رمضان المبارك وأول أيام العيد.
في كل عام، يتجمع المراقبون في عدة دول لرصد الهلال بالعين المجردة أو باستخدام التقنيات الحديثة لتحديد بداية شوال، مما يجعل هذه اللحظة أكثر من مجرد إعلان رسمي، بل لحظة فرح تتوج جهوداً جماعية لتحقيق الوحدة والتضامن في الاحتفال بعيد الفطر.
ومع التقدم العلمي، لا يزال تحري الهلال يعتمد على أسس شرعية وتقاليد متأصلة، مما يضفي على العيد طابعاً يعكس الهوية الدينية والثقافية للمسلمين.
وبينما تعزز بعض الدول من موقفها بناءً على الحسابات الفلكية، تتبع أخرى الرؤية الشرعية التي تعتمد على رؤية الهلال بالعين المجردة، وهو ما جعل الفجوة تتسع بين تلك التي ترى في الفلك طريقاً للموعد الدقيق، وتلك التي تصرّ على اتباع التقليد القديم في الرؤية الميدانية.
كيف يتم تحديد موعد عيد الفطر؟
وأعلنت بعض الدول هذا العام عن بداية العيد يوم الأحد 30 مارس/آذار، بينما أعلنت أخرى عن الإثنين 31 مارس/آذار. في المقابل، استدركت بعض الدول أخطاء في حساباتها وأصدرت تصحيحات في اللحظات الأخيرة.
ومع هذا التباين في الإعلان، لم يعد الهلال محط أنظار المسلمين حول العالم في الساعات الأخيرة، بل اشتعل الجدل بين المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي حول دقة تحديد موعد العيد. وما كان يُفترض أن يكون لحظة فرح جماعية، تحوّل إلى ساحة مفتوحة للآراء المتباينة والنقاشات الحادة.
"بداية لفرج دائم"
أعلنت السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين واليمن وفلسطين ولبنان والبحرين والسودان أن الأحد هو أول أيام عيد الفطر، في حين أكدت مصر وعُمان والأردن وتونس وليبيا والجزائر أن الأحد هو المتمم لشهر رمضان، وأن الإثنين هو أول أيام العيد.
سجال في العراق
في العراق، صحح ديوان الوقف السني بياناً سابقاً صدر عن دار الإفتاء العراقية قالت فيه إن الأحد أول أيام العيد، بينما تراجعت لاحقاً عن إعلانها هذا بعد بيانٍ متأخرٍ للديوان أكد أن الإثنين هو أول أيام العيد.
هذا التضارب دفع نحو توجيه انتقادات لاذعة للوقف السني، واتهامه بالفشل في تحديد موعد العيد وإرباك الناس وإحداث شق في وحدة صف المسلمين السنة، كما كتبت عضو مجلس النواب عائشة المساري على حسابها على فيسبوك.