العراق

بلا مشايخ ورجال دين.. صلاة عيد غير مسبوقة في شوارع العراق

بلا مشايخ ورجال دين.. صلاة عيد غير مسبوقة في شوارع العراق

شهدت منطقة الأعظمية في العاصمة بغداد، بالإضافة إلى محافظتي الأنبار ونينوى، حالة استثنائية وغير مسبوقة في تحديد يوم عيد الفطر، حيث طرأ انقسام واضح في إعلان الموعد الرسمي للاحتفال بعيد الفطر لعام 2025.

ففي صباح اليوم الأحد، أدى العشرات من سكان بغداد صلاة عيد الفطر في الساحات والشوارع العامة، في حين واصل النصف الآخر صيامهم حتى يوم الاثنين.

وتجمع المصلون في منطقة الأعظمية، قرب المقبرة الملكية، بعد إغلاق مسجد أبو حنيفة التابع للوقف السني الذي أعلن إتمام شهر رمضان.

وأفيد أن عشرات الأشخاص من مناطق العامرية والتاجي والطارمية واليوسفية، فضلاً عن الفلوجة، قدموا إلى الأعظمية لأداء الصلاة بعد إغلاق المساجد في مناطقهم.

وقد لوحظ غياب ملحوظ لعلماء الدين أو المشايخ بل حتى قراء القران، حيث أمَّ جموع المصلين أحد وجهاء منطقة الأعظمية، في مشهد غير مألوف.

وفي محافظة نينوى، أقام عدد من السكان صلاة عيد الفطر في بارك المثنى بمدينة الموصل، بالرغم من إعلان الجهات الدينية الرسمية في المدينة أن يوم الأحد هو المتمم لشهر رمضان المبارك.

واعتبر البعض هذا المشهد، الذي غاب عنه رجال الدين، مخالفة لما أعلنته هيئة الرؤية الشرعية، فيما اعتبره آخرون دليلاً على الانقسام والارتباك الذي صاحب تحديد موعد عيد الفطر هذا العام.

وفي محافظة الأنبار، عاشت بعض المدن حالة مشابهة حيث أقيمت صلاة العيد في الساحات العامة، غاب عنها رجال الدين المعروفين في المحافظة وحضرها بعض السياسيين، بعد دعوات أطلقها ناشطون وجهات مختلفة.

وفي الفلوجة والبغدادي وحديثة، امتلأت الشوارع بالمصلين في مشهد غير تقليدي، بينما شهد قضاء الكرمة أداء الصلاة داخل أحد المساجد.

وحدث هذا الانقسام بعد تأخر الإعلان الرسمي عن موعد عيد الفطر من قبل الوقف السني وتباين المواقف بين الجهات الدينية، حيث أعلنت بعض الجهات مثل هيئة علماء المسلمين ودار الإفتاء العراقية أن العيد سيكون يوم الأحد، بينما قررت جهات أخرى مثل الوقف السني والمجمع الفقهي العراقي أن يكون يوم الاثنين هو أول أيام العيد، مما أدى إلى اختلاف في الالتزام بين الأهالي.

وأثار هذا الجدل تساؤلات في الأوساط الدينية والاجتماعية، حيث اعتبر البعض ما حدث مؤشرًا على تباين المرجعيات الدينية التي يعتمد عليها السكان.

في المقابل، دعا ناشطون وشخصيات دينية إلى توحيد الرؤية مستقبلاً لضمان وحدة الصف في المناسبات الدينية الكبرى، مع ضرورة التنسيق بين المؤسسات الدينية.

كما شهد جامع الكرمة الكبير في قضاء الكرمة بمحافظة الأنبار إقامة صلاة العيد رغم قرارات الوقف السني.

وبدى جامع الكرمة هو المسجد الوحيد الذي فتح أبوابه أمام المصلين رغم تحديد الوقف السني ليوم الاثنين كأول أيام العيد.

وتباينت الآراء حول موعد عيد الفطر في العراق بشكل عام، حيث أعلنت دار الإفتاء العراقية في البداية أن الأحد هو أول أيام العيد، ثم تراجعت وأكدت أنه متمم لشهر رمضان، بينما أعلن ديوان الوقف السني أن يوم الاثنين 31 آذار هو أول أيام العيد، في حين أكدت هيئة علماء المسلمين أن الأحد هو يوم العيد.

وفي إقليم كوردستان، أعلن بشكل ثابت أن الأحد هو أول أيام عيد الفطر مع بدء تكبيرات العيد في المساجد.

وكشف مصدر مطلع في ديوان الوقف السني، أن الارتباك في تحديد موعد العيد ناتج عن ضغوط سياسية وإقليمية، حيث تم الإعلان عن يوم الاثنين أول أيام العيد بعد انقسام داخل لجنة ثبوت الرؤية، التي انقسم أعضاؤها بين من دعا لتوحيد يوم العيد مع دول إقليمية مثل السعودية وتركيا، ومن أصّر على الالتزام بالضوابط الشرعية.

يقرأون الآن