إكتسب قطاع الطب التجميلي في لبنان شهرة كبيرة محلياً واقليمياً، ويعود ذلك إلى سمعة الأطباء اللبنانيين ونظرة العالم إلى المرأة اللبنانية على انها تهتم كثيراً بمظهرها. غير أنه بعد الأزمة التي عصفت بلبنان، والتي يفترض انها حولت اهتمامات معظم اللبنانيين نحو تأمين لقمة العيش، وعلى عكس كل التوقعات، فقد ازدهر هذا القطاع أكثر خلال هذه الفترة. لماذا؟ ومن هي الفئة التي ما زالت تلجأ الى التجميل مهما كلف الثمن؟
لقد تأثرت كافة القطاعات في لبنان بالازمة المالية، ولا شك في أن الكثير منها لم يعد قادراً على الصمود. إنما على الرغم من الأزمات، يبقى المظهر الأنيق لدى شرائح من اللبنانيين واللبنانيات في سلّم الأولويات، ويبقى الاهتمام بالشكل مفتاح النجاح، وبخاصة لدى المرأة اللبنانية التي تلجأ إلى عمليات التجميل وشد الوجه والجسم وإزالة آثار التقدم في العمر. ويُعرف عن اللبنانيات حبهن للجمال، فهل ما زال بإمكانهن الاستمرار بالوتيرة نفسها بعد الارتفاع الكبير في الأسعار الذي طال كل المجالات، وفي الطليعة عمليات التجميل وحقن البوتوكس والفيلر؟ وكيف تستطيع اللبنانيات الموازنة ما بين الكماليات والأساسيات في ظل ارتفاع أسعار الخبز والدواء والكهرباء والبنزين وارتفاع أقساط المدارس؟
كلفة العمليات
وبحسب أحد الاستطلاعات التي أجراها موقع “whatclinic” فإن معدّل أسعار عمليات التجميل في لبنان هي كالتالي:
- عملية تجميل الأنف: بين 2000 و3000 دولار أميركي
- عملية تجميل الأنف بالليزر: بين 2500 و4000 دولار
- عملية زراعة الأسنان (تكلفة السن الواحد): بين 750 و1500 دولار
- عملية شفط الدهون: بين 2500 و4000 دولار
- عملية شد البطن: بين 2000 و5000 دولار
وذلك بالإضافة الى «عمليات حقن الخدود والشفاه بالفيلر والبوتوكس التي تلجأ إليها الكثير من الشابات والتي تصل كلفتها الى حوالى 200 دولار أميركي، فهذه الوسيلة تزيد من الشعور بالطاقة الإيجابية خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان وتأثيرها على الجانب النفسي لدى اللبنانيات»، بحسب إحدى العاملات في هذا القطاع.
بوتوكس وفيلر
وتشير د. ساندرا كوزاك، وهي طبيبة تجميل، الى أن «هذا القطاع يشهد اليوم ازدهاراً غير مسبوق على عكس كل التوقعات، بحيث تكون الحركة أكثر كثافة في أشهر الصيف وخلال فترة الأعياد في كانون الاول، ومعظم الزبائن هم من لبنان، وهناك نسبة عالية ممن هم من خارج البلاد، مثل دبي والسعودية ومصر وقطر إضافة إلى آتين من أميركا وأفريقيا. ومن أبرز الخدمات المطلوبة، حقن الفيلر للشفاه وبوتوكس الوجه (القسم العلوي) التي تتراوح كلفتها بين 180 و200 دولار أميركي».
الجراحة التجميلية
وبحديث مع إحدى أشهر العيادات في لبنان، «لا شك في أن الأزمة الاقتصادية في لبنان أثرت على أسلوب حياة اللبنانيين، وانعكس ذلك على عدّة أمور وخاصةً الكماليات مثل عمليات التجميل، التي انخفض الإقبال عليها من قبل اللبنانيين المقيمين في لبنان. أما بالنسبة للمقيمين في الخارج، فلقد ارتفع طلبهم على عمليات التجميل، بالتزامن مع ارتفاع عالمي في الطلب عليها. فهناك 50 بالمئة من زبائننا هم من الخارج، وابرز العمليات المطلوبة هي: عمليات شد الوجه خاصةً لأنه مع التقدم في السن تبرز علامات تجاعيد أو خطوط إضافية على الوجه، وللتخلص منها فإن شد الوجه قد يشكل الحل الأمثل لإخفاء مظاهر الكبر والشيخوخة في ما بعد، إضافة الى عملية جديدة وهي تغيير لون العيون حيث يزداد الطلب عليها أكثر فأكثر».
ميزان المدفوعات قبل الازمة، كان يتجه قسم من اللبنانيين نحو سوريا وتركيا لإجراء أي عملية تجميل كونها أرخص من لبنان. أما اليوم ومع أن لبنان يعيش أزمة خانقة، الاّ أن الطلب والاقبال على عمليات التجميل إرتفع نسبياً، والسبب يعود الى انخفاض الكلفة بالنسبة لحاملي العملات الصعبة. مع الاشارة الى ان لبنان الساعي الى انعاش اقتصاده يمكنه التعويل على قطاعات كثيرة، بينها قطاع التجميل الجاذب للراغبين فيه من دول المنطقة والعالم، فيأتي هؤلاء بالدولار الذي يسهم في تعديل ميزان المدفوعات الذي بلغ عجزه مستويات لا يمكن معها اي استقرار اقتصادي ونقدي مستدام.
جويل الفغالي - نداء الوطن