سوريا

ابتزاز وتهديدات.. انتهاكات تهدّد أمن المدنيين في حمص والساحل ‏السوري!‏

ابتزاز وتهديدات.. انتهاكات تهدّد أمن المدنيين في حمص والساحل ‏السوري!‏

ذكرالمرصد السوري لحقوق الانسان أن الانتهاكات بحق المدنيين في ‏بعض مناطق ريف حمص وقرى الساحل السوري تتصاعد، وذلك ‏من خلال اتباع أساليب جديدة للابتزاز والتهديد تنذر بعواقب إنسانية ‏وخيمة، وتشكل خرقاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني ومبادئ حقوق ‏الإنسان.‏

وبحسب شهادات موثقة من شهود عيان في قرية جبلايا بريف ‏حمص، تعرض الأهالي لتهديدات مباشرة من قبل مجموعات مسلحة، ‏تمثلت في مطالبتهم بدفع مبالغ مالية تعادل قيمة 300 قطعة سلاح ‏حربي، رغم عدم امتلاكهم لأي منها. وقد تضمن التهديد إدخال فصيل ‏مسلح إلى القرية في حال عدم الامتثال، مع التلويح بارتكاب مجازر ‏جماعية، ما دفع نسبة كبيرة من السكان إلى النزوح القسري هرباً من ‏التهديد، وفقا للمرصد. ‏

وفي حادثة مشابهة، أفادت مصادر أهلية من قرية الحطانية التابعة ‏لبانياس، بأن الأهالي خُيّروا بين دفع مبلغ قدره 60 مليون ليرة ‏سورية، أو مواجهة دخول فصيل مسلح إلى قريتهم.‏

ودان المرصد السوري لحقوق الإنسان بأشد العبارات هذه الممارسات ‏التي تشكل جرائم تهديد وترهيب وابتزاز، وتعرض حياة المدنيين ‏وسلامتهم للخطر، وتندرج ضمن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ‏التي قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، في حال استمرارها وتكرارها ‏بشكل ممنهج.‏

ولفت المرصد السوري الى أن استمرار هذه الممارسات التي ترهب ‏المدنيين وتغذي حالة من الهلع والفوضى لا تخدم السلطة القائمة، بل ‏تصب في مصلحة خصومها، وتفاقم من حالة الانقسام وانعدام الثقة.‏

في هذا السياق، يدعو المرصد السوري لحقوق الإنسان لجنة تقصي ‏الحقائق التي شكلها رئيس المرحلة الانتقالية بسوريا التعامل بجدية ‏وصرامة مع ملف المجازر وعمليات القتل الجماعي، التي وقعت في ‏آذار الماضي وهي مستمرة على نحو ممنهج وموثق.‏

‏ وتساءل المرصد عن طبيعة عمل اللجنة والآليات التي تتبعها، في ‏ظل استمرار هذه الجرائم دون محاسبة أو ردع فعلي. فكيف تعمل ‏اللجنة؟ وما مدى شفافيتها؟ وكيف يمكن الوثوق بنتائج تحقيقاتها ما ‏دامت عمليات القتل والتهجير مستمرة بلا توقف ولا مساءلة.‏

وطالب المرصد السلطات ووزارة الدفاع السورية بإخراج العناصر ‏غير المنضبطة من هذه المناطق، واستبدالها بعناصر منضبطة تعمل ‏على فرض الأمن والاستقرار، بما يتيح عودة النازحين الذين فروا من ‏مشاهد المجازر، ويعيد الطمأنينة إلى محافظات الساحل السوري التي ‏ما زالت تعيش على وقع التهديد والقتل المنهجي، لا سيما ضد أبناء ‏الطائفة العلوية. ‏

يقرأون الآن