اعتبارا من يوم غد، يبدأ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون زيارة الى منطقة الشرق الاوسط تشمل دولا عدة، لبنان لن يكون من بينها، بحسب ما تؤكد اوساط دبلوماسية لـ"المركزية". محطته الاساسية في قطر لحضور مباراة نصف نهائي كأس العالم في كرة القدم بين منتخبي فرنساوالمغرب، وفق ما أكدت وزيرة الرياضة أميلي كاستيرا التي حضرت مساء السبت مباراة ربع النهائي، حينما فاز منتخب بلادها على نظيره الإنجليزي بهدفين مقابل هدف. وقالت: "سأعود مع الرئيس يوم الأربعاء، تفاصيل الرحلة لم تحسم بعد، لقد تعهد الرئيس بذلك، ويلتزم بتعهده بسعادة".
هدف الزيارة الأساس اذا دعم وتشجيع منتخب فرنسا، الا ان ماكرون لن يغادر بعد المباراة ، بحسب الاوساط، بل سيبقى في المنطقة حتى 21 الجاري، بغض النظر عما اذا تأهل منتخب فرنسا الى المباراة النهائية يوم الاحد 18 الجاري، ام خسر امام نظيره المغربي غدا. الاوساط الدبلوماسية تفيد انه سيستفيد من وجوده في قطر لعقد مروحة لقاءات مع كبار المسؤولين في الامارة، تتناول العلاقات الثنائية وشؤون المنطقة وازماتها، على ان تكون للبنان حصة منها، لا سيما ان قطر دخلت بقوة على خط لبنان وملفاته المأزومة، وهي استقبلت في الايام الاخيرة عددا من المسؤولين اللبنانيين المطروحة اسماؤهم في البازار الرئاسي، وابرزهم قائد الجيش العماد جوزف عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل تكرارا، علما ان زيارة القائد محض تقنية بحسب ما تفيد اوساطه، ذلك ان هدفها محصور بمحاولة تأمين مساعدات للمؤسسة العسكرية وتحديدا المحروقات ، كونها في امسّ الحاجة اليها راهنا، في حين ان لباسيل مصالح عمل في قطر الى جانب الملف السياسي.
واثر مغادرة قطر، تكشف الاوساط، ان ماكرون سيجول اعتبارا من الثامن عشر من الجاري على بعض العواصم العربية من بينها مصر والامارات والاردن ، كما يتفقد جنود بلاده في خليج العقبة. واذ تشير الى ان برنامج زياراته غير مجدول رسميا ويقتصر على وجوده في المنطقة بين 15 و21 الجاري، تلفت الى ان الثابت فيه، الى وجوده في الدوحة ومعايدة الجنود الفرنسيين على حاملة الطائرات الفرنسية الموجودة في خليج العقبة، حضوره مؤتمر بغداد -2 في عمان الذي يعقد بمبادرة منه مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في 20 الجاري، وذلك للبحث في أوضاع المنطقة ومحاولة تخفيض التوترات فيها. ويشارك فيه رئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني وممثلون عن دول المنطقة: الإمارات ، مصر ، تركيا السعودية التي تفيد الاوساط انها أكدت حضورها بتمثيل رفيع المستوى، الا ان طبيعة المشاركة الايرانية قد تعدّل في مستوى الوفد السعودي، خصوصا ان عزفت طهران عن المشاركة بحيث سيحكم المؤتمر ونتائجه آنذاك بالفشل. لكنّ وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، توقع الاسبوع الماضي، أن تشارك ايران وتركيا في القمة الإقليمية الثانية حول العراق.
ان لم يطرأ طارئ يحمل الرئيس الفرنسي على تخصيص لبنان بزيارة خاطفة ابان تواجده في المنطقة، فهو لن يزوره كما تردد سابقا لمعايدة جنود بلاده في قوة حفظ السلام ،لئلا تفسر الزيارة خطأ في موسم الانتخابات الرئاسية، وهو الذي رفض لقاء بعض الشخصيات التي زارت باريس اخيرا، والمرشحة من خلف الكواليس لهذا المنصب ، مكتفيا بموقف فرنسا المعروف والمعلن ضمن البيان الثلاثي الاميركي- السعودي- الفرنسي المشترك.
نجوى أبي حيدر - المركزية