وبيّن روبنسون بمقال له في مجلته (كيف تقمع وسائل الإعلام منتقدي إسرائيل) أنه طرد بشكل تعسفي من عمله ككاتب عمود في صحيفة “ذي غارديان يو إس” وهي النسخة الأميركية من صحيفة الغارديان البريطانية التي يكتب فيها منذ عام 2017 بسبب نشره تغريدتين تسخران من موافقة الكونغرس على تخصيص 500 مليون دولار للمساعدات العسكرية لـ “إسرائيل” على الرغم من الظروف الاقتصادية المتدهورة داخل الولايات المتحدة في ظل تبعات جائحة فيروس كورونا.
وأوضح روبنسون أنه كتب في إحدى التغريدتين من باب السخرية “هل تعلمون أن الكونغرس الأمريكي لا يسمح له فعلياً باعتماد أي إنفاق جديد إلا إذا كان جزء منه مخصصاً لشراء أسلحة لـ “إسرائيل”… فهذا قانون” ليتلقى في اليوم نفسه رسالة إلكترونية من جون مولهولاند رئيس تحرير “ذي غارديان يو إس” مكتوب عليها “سري وخاص” وأبلغه أنه طالما أبقى فمه مغلقاً ولم يذكر “إسرائيل” على تويتر فسوف تستمر الغارديان في نشر مقالاته التي تتحدث عن مواضيع أخرى.
وأشار روبنسون إلى أن الكونغرس الأميركي كان في أواخر كانون الأول الماضي بصدد اعتماد حزمة جديدة من أموال الإعانة المرتبطة بجائحة “كوفيد19” وفي الوقت نفسه كان يقوم بإجازة 500 مليون دولار إضافية كمساعدات عسكرية لـ “إسرائيل” التي لا تزال تعتبر منذ وقت طويل واحدة من أكبر المستفيدين من المساعدات العسكرية الأمريكية حيث تشكل هذه المساعدات ما يقرب من عشرين بالمئة من ميزانية “إسرائيل” العسكرية.
وأضاف روبنسون إن “ما يبعث على الاكتئاب أن يرى المرء أنه في الوقت الذي كان فيه الكونغرس يمنح القليل جداً أو حتى الفتات من المساعدات للشعب الأمريكي للتخفيف من جائحة “كوفيد19” كان أيضاً يقدم لـ “إسرائيل” وهي القوة المسلحة نووياً المزيد من الأموال”.
ونوه روبنسون بأن هذا الدعم ينعكس بشكل واضح في تصريحات المسؤولين الأميركيين فرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي قالت ذات مرة “لو انهارت واشنطن العاصمة وسقطت على الأرض فإن آخر ما سيبقى هو دعمنا لـ “إسرائيل” فيما قال الرئيس جو بايدن إنه “لو لم تكن هناك “إسرائيل” فإن الولايات المتحدة كان سيتوجب عليها اختراعها لحماية مصالحها”.
وتابع روبنسون لاحظت أن كثيراً من الناس الذين يتظاهرون بالدفاع عن حرية التعبير ليس لديهم الكثير ليقولوه عندما يتعرض منتقدو “إسرائيل” للأذى أو عن الفلسطينيين الذين يتعرضون للذبح وكل أنواع الأذى بسبب العدوان العسكري الإسرائيلي وتكمن المشكلة في أن ذلك يسهل على حكومة الاحتلال الإسرائيلي الاستمرار في ذبح الفلسطينيين وإبقاء الحصار الذي تفرضه على الشعب الفلسطيني والذي تؤكد الأمم المتحدة أنه ينتهك حقوق الإنسان الأساسية ومبادئ القانون الدولي ويرقى إلى كونه عقاباً جماعياً.
وأكد روبنسون إن من المتعارف عليه على نطاق واسع في الولايات المتحدة والغرب أن الذين ينتقدون “إسرائيل” يتعرضون بانتظام للعقاب من قبل المؤسسات العامة والخاصة على حد سواء بسبب ممارستهم حرية التعبير.. وقد وثق اتحاد الحريات المدنية الأمريكي النهج النمطي الذي يتم من خلاله إسكات من يحاولون الاحتجاج على ممارسات “إسرائيل” أو مقاطعتها أو انتقادها.
وأوضح روبنسون أن مركز الحقوق الدستورية في الولايات المتحدة أبرز كيف تقوم المنظمات والجامعات الموالية لـ “إسرائيل” والمسؤولون الحكوميون وغيرهم باستهداف النشطاء المناصرين لفلسطين بمختلف الأساليب بما في ذلك منعهم من تنفيذ نشاطات دعم للشعب الفلسطيني وتقديم شكاوى لا أساس لها ضدهم وفرض إجراءات إدارية تأديبية وأحياناً طردهم هذا فضلاً عن الاتهام الاعتيادي بـ “الإرهاب” ويمكننا تلخيص الوضع بجملة واحدة وهي “فلسطين مستثناة من حرية التعبير”.
ولفت روبنسون إلى أن أساليب إسكات منتقدي الكيان الإسرائيلي وصلت إلى حد اتخاذ إجراءات حكومية صريحة مثل تجريم أي كلام يتضمن نقداً لـ “إسرائيل” حيث تم سحب عروض عمل من أكاديميين انتقدوها أو منعوا من التدريس فيما طردت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية الأكاديمي مارك لامونت هيل بسبب مطالبته بـ “فلسطين حرة” مبيناً أنه في بريطانيا شنت حملة سخيفة على مدى عام كامل لتلطيخ سمعة زعيم حزب العمال السابق والناقد لسياسة الحكومة الإسرائيلية جيرمي كوربين.
روبنسون أشار إلى أن الإدارات الأميركية لم تستثن حتى المنظمات الدولية التي تعمل في مجال حقوق الإنسان من اتهاماتها هذه ومن بينها العفو الدولية وأوكسفام لمجرد أنها كشفت عن سجل “إسرائيل” السيء في حقوق الإنسان.
وردنا