كشف الخبير في الشؤون الأمنية، صادق أحمد التميمي، أن تفجيرات ميناء رجائي في مدينة بندر عباس جنوبي إيران تحمل بصمات عمل مخابراتي، مستبعدًا تورط أطراف عراقية في هذا العمل.
وقال التميمي: "هناك روايات متعددة حول هذا التفجير، لكن المتفق عليه هو أن هذا الحادث قد يكون عملاً تخريبياً تورطت فيه دوائر مخابراتية، حيث تم الكشف عن وجود شحنة متفجرة تحتوي على وقود صواريخ في إحدى المخازن، ثم تم العبث بها لتخلق سلسلة التفجيرات المستمرة منذ 48 ساعة".
وأوضح التميمي أن "الحديث عن إمكانية تورط أطراف عراقية، سواء كردية أو غيرها، في تسريب المعلومات عن المنشآت والمصانع الإيرانية أمر مستبعد للغاية". ولفت إلى أن "ما حدث يحمل بصمات عمل مخابراتي، حيث يبدو أنه لم يتم استهداف مخزن واحد بل شملت المخازن كافة، وهذا يفسر سلسلة الانفجارات التي وقعت".
وأكد الخبير الأمني أن "إيران في حالة صراع مع الغرب، في مقدمتهم واشنطن والكيان المحتل، وبالتالي نحن أمام حرب هجينة، وأحد أدواتها استهداف المنشآت الاقتصادية". مشيرًا إلى أن "هذه التفجيرات شلت ميناء ضخمًا، مما يعني أن الموضوع ليس خسائر بالأرواح فقط، بل خسائر مادية كبيرة وشلل في الميناء، ناهيك عن الخسائر المادية الناتجة عن الانفجار الذي قدرت قوته بمئات الأطنان من المواد المتفجرة شديدة الانفجار".
كما أشار إلى أن "الانفجارات الكبيرة لا يزال يلفها الغموض، في ظل عدم إعلان النتائج من لجان التحقيق المركزية التي شكلتها طهران، وسط اهتمام على أعلى المستويات بتداعيات ما حدث". وأضاف أن "ذلك يفسر تسابق الدول في إصدار بيانات دعم لإيران من أجل حصر الحرائق، خاصة بعد أن تجاوز عدد الضحايا حاجز الـ1300 بين قتيل وجريح، فضلاً عن خسائر مالية تقدر بعشرات الملايين من الدولارات".
ولفت التميمي إلى أن "إيران تدرك أن ما حدث هو عمل تخريبي، ولذلك ستتأخر في إعداد التقرير وإعلان النتائج، من أجل بيان حقيقة ما حدث".
وأشار إلى أن "إيران تواجه حربًا على كافة المستويات، وربما ما حدث في ميناء رجائي هو رسالة تهديد غير مباشرة من واشنطن، بأنها قادرة على المضي في استخدام أوراق أكثر ضراوة ضد مصالح طهران الاقتصادية".
وكان المرشد الإيراني علي خامنئي، أكد أمس الأحد، على "ضرورة قيام الأجهزة الأمنية والقضائية بإجراء تحقيق دقيق وشامل للكشف عن أي تقصير أو تعمد وراء الحادث، ومحاسبة المسؤولين وفقًا للأنظمة المعمول بها".
ودعا خامنئي جميع المسؤولين إلى تحمل مسؤولياتهم كاملة في العمل على منع تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة والمدمرة، مشددًا على "أهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأرواح والممتلكات".
و ارتفعت حصيلة ضحايا حادثة انفجار ميناء شهيد رجائي في بندر عباس إلى 40 قتيلاً، فيما بلغ عدد المصابين 900 شخص، بحسب ما أعلن محمد آشوري، محافظ هرمزغان في تصريح للتلفزيون الإيراني.