على وقع الحرب التجارية المستعرة منذ أسابيع بين البلدين، وجهت وزارة الخارجية الصينية انتقاداً لاذعاً لسياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضدها.
فقد نشرت في منشور على حسابها بمنصة "إكس" أمس الثلاثاء فيديو لافتاً دعت فيه المجتمع الدولي إلى "الوقوف بوجه الزعيم الأميركي المتنمر"، وفق وصفها.
Never Kneel Down! pic.twitter.com/z8FU3rMSBA
— CHINA MFA Spokesperson 中国外交部发言人 (@MFA_China) April 29, 2025
وقالت في المقطع المروج بالإنكليزية والمترجم بالصينية إن "الانحناء أمام المتنمر أشبه بتجرع السم لإرواء العطش، ويُفاقم الأزمة".
كما أضافت أن "التاريخ أثبت أن الركوع لا يؤدي إلا إلى مزيد من التنمر، والصين لن تركع".
وروى الفيديو درساً تاريخياً عما تعتبره الصين "عدواناً اقتصادياً أميركياً"، ما أجبر شركات مثل "توشيبا" و"ألستوم" على التفكك والتعرض لأزمة مالية والإفلاس، ودفع الاقتصاد الياباني إلى "عقود من النمو الهزيل"، وفق شبكة "سي إن إن".
في المقابل، صورت الصين نفسها كـ"ملاذ" للتجارة الحرة يمكن للدول الأخرى الاستثمار والشراكة معه بأمان، قائلة: "ستصمد بلادنا مهما هبت الرياح، وعلى أحدهم أن يتقدم، حاملاً مشعلاً في يده، ليبدد الضباب وينير الطريق"، داعية كل الدول إلى "الصمود وكسر الهيمنة".
كما حثت الدول الأخرى على التمسك بموقفها، وعدم الانحياز للولايات المتحدة ضدها، مضيفة: "نعلم أن الدفاع عن أنفسنا يُبقي على إمكانية التعاون قائمة، ولن نتراجع، لذا ستُسمع أصوات الضعفاء، وسيتوقف التنمر، ولن تختفي العدالة من العالم".
كذلك وصفت الولايات المتحدة بأنها "نمر من ورق"، مشيرة إلى أن الواردات والصادرات الأميركية تُشكل أقل من خُمس التجارة العالمية، وأن واشنطن "لا تُمثل العالم بأسره". وقالت: "عندما يتضامن باقي العالم، تصبح الولايات المتحدة مجرد قارب صغير جانح، ولا شك أنها ستواصل التذبذب في مواقفها وممارسة سياسة التشدد".
ولم يذكر الفيديو تحديداً الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب على الواردات الصينية، أو الرسوم المضادة البالغة التي فرضتها الصين بدورها على السلع الأميركية.
يذكر أنه منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير 2025، فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية إضافية نسبتها 145% على العديد من المنتجات الصينية.
فيما ردت بكين بفرض رسوم جمركية مضادة نسبتها 125% على المنتجات الأميركية.
ورغم أن ترامب صرح بأن البلدين على تواصل دائم، إلا أن الصين نفت مراراً وجود أي مفاوضات تجارية نشطة بينهما.