لم تكن رسالة البطريرك في الميلاد عادية هذا العام، ففيها الكثير من الألم والخيبة إنما مع أمل وإصرار في آن واحد.
فقد حذر البطريرك مار بشارة بطرس الراعي من "مخطّط ضدّ لبنان لإحداث شغور رئاسي معطوف على فراغ دستوري يعقّد أكثر فأكثر انتخاب رئيس للجمهورية"، داعيا إلى "عقد مؤتمر بشأن لبنان برعاية الأمم المتحدة والدول الصديقة لتحييد بلدنا عن أي مواجهة عسكرية وحتى يبقى الوضع مضبوطا في هذه المرحلة الاقليمية المجهولة المصير".
وقال الراعي: "يحرمون دولتنا من رئيس من أجل مآرب شخصية وطائفية وخارجية، ونحن على تباين مع أطراف هي على نزاع مع الوطن ومتى تصالحت معه يلتقي الجميع ويتوحد لبنان على الفور"، متسائلا: "ألم تمنع فئات سياسية تأليف حكومة قبل انتهاء ولاية الرئيس عون رغم علمها أن الحكومة مستقيلة حكما وتصرّف الأعمال؟ فلماذا تهدمون لبنان؟ والاولوية هي لانتخاب رئيس".
واضاف: "من يتوهّم داخليا او خارجيا انه يستطيع ان يتصرّف انطلاقا من معادلة الانتصار والهزيمة يخطئ التقدير وهو مهزوم سلفًا وكلما اشتدت التحديات زاد الصمود في وجه المخططات وصولا إلى إنقاذ لبنان وتثبيت وجوده ولن نغيّر عاداتنا من اجل كل لبنان واللبنانيين، فهناك من يريد رئيسا له ولمشروعه لا للبنان التاريخي وهذا امر لن ندعه يحصل فلبنان ليس ملك فريق دون آخر".
كما أكد أن "أزمتنا اليوم هي من خارج الكيان والنظام والشرعية والمشكلة أن الذين يرفضون نظام لبنان وهويته وخصوصيته لم يقدّموا أي مشروع دستوري يكشف عما يريدون والتسريبات المتناقلة عن مشروعهم لا تناسب اي مكوّن لبناني سوى أصحاب المصالح الخاصة وليس بالتأكيد أفضل من لبنان القائم"، مضيفا: "حريّ بكل لبناني أن يقدر حرصنا على أن يكون لبنان ملتقى مكونات متعددة الاديان والحضارات لكي يكون رسالة فلبنان ليس بلد الأقليات أو الاكثريات بل هو وطن كل جماعة تبحث عن قيم الروح وعن نمط حياة حضاري وثقافي وعصري بحاجة الى رسل لكن أين الرسل اليوم؟".
وفي الختام، اعتبر أن "هيرودوس متمثل اليوم بالسياسيّين اللبنانيين المعنيّين في قتل شعبنا بإفقاره وحرمانه وتشريده وبتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية وتفكيك للمؤسسات الدستورية والحؤول دون تصويب الإدارة وحوكمتها وإجراء الإصلاحات ولجم الدولار، مضيفا بتأثّر "لكن رجاءنا بالمسيح لا يتزعزع".