كشف المدرب الإسباني، بيب غوارديولا (54 سنة)، في حوار مع شبكة تلفزيون إي إس بي إن الأميركية، عن أنه سيستريح بعد نهاية عقده مع مانشستر سيتي في صيف عام 2027، وأنه لا يدري إن كان سيعتزل التدريب بعد عشر سنوات على رأس النادي الإنكليزي، وسنوات سابقة مع برشلونة وبايرن ميونخ، دوّن فيها اسمه واحداً من أفضل مدربي العالم خلال العقدين الماضيين، وحقق فيها كل الألقاب الممكنة، قبل أن يعيش موسماً أسود هو الأسوأ في مشواره، خرج فيه من ثمن نهائي دوري الأبطال، ومن كأس الاتحاد الإنكليزي وكأس الرابطة، وهو مهدد بالغياب عن دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، بسبب تراجع مردود لاعبيه ومستوى فريقه ونتائجه، دون أن يؤدي ذلك إلى إقالته أو استقالته، بل قرر الاستمرار مع سيتي إلى غاية نهاية عقده.
وقال غوارديولا للصحافيين: "لا أعرف إن كنت سأعتزل، لكن الأكيد أنني سأستريح بعد نهاية عقدي"، في إشارة إلى أنه سيسلك مشوار مدرب ليفربول السابق يورغن كلوب، والاختفاء عن الأنظار، ولو مؤقتاً، بعد 16 موسماً قضاها مع برشلونة وبايرن ميونخ ومانشستر سيتي، وخصوصاً بعد موسم شاق ومتعب ومرهق، قاده إلى التفكير في الراحة، وربما الاعتزال، ليس تهرباً من المسؤولية، ولا حتى اعترافاً بالفشل، وهو الذي لم يستقل أو يُقَل من منصبه، رغم فشله هذا الموسم في التتويج بلقب واحد على الأقل، وعجزه عن إيجاد الحلول للمتاعب التي وقع فيها فريقه.
سيكون من الصعب جداً تصور اعتزال "الفيلسوف"، لكن ما وصفها بالاستراحة بعد انتهاء عقده مع مانشستر سيتي، قد تكون ضرورية لإعادة تقييم الذات ومراجعة فلسفته الكروية التي صنع بها ثورة في مجال كرة القدم، انتهى مفعولها مع الوقت بظهور مدربين متميزين وتألق أندية أخرى في إنكلترا على غرار نوتنغهام فوريست، نيوكاسل، أستون فيلا، وأخرى أوروبية مثل باريس سان جيرمان، وإنتر وأرسنال وبرشلونة التي بلغت المربع الأوروبي في مسابقة دوري الأبطال، ومع ذلك منح لنفسه موسمين آخرين مع سيتي، وقد يغير رأيه إذا استعاد توازنه وعاد إلى الواجهة ينافس على البطولات مثلما كان عليه على مدى عقد من الزمن مع سيتي الذي فاز معه بـ 15 لقباً.
وكان غوارديولا قد أخذ قسطاً من الراحة لمدة سنة عندما رحل عن برشلونة قبل أن يلتحق بنادي بايرن ميونخ. وعليه، يسود الاعتقاد أن الرجل يريد تكرار السيناريو حتى يعود أقوى، ولن يصل درجة إلى الاعتزال كما يعتقد البعض الآخر من المحللين، إلا إذا استمر التراجع في ما تبقى له من مشواره مع مانشستر سيتي، وحينها سيضطر إلى الإقرار بالفشل وتقديم استقالته، علماً أن الفريق الإنكليزي لن يجرؤ على إقالته ولن تطالب جماهير النادي برحيله مثلما يحدث لباقي المدربين في العالم، حتى لو اقتضى الأمر الاستغناء عن كل اللاعبين وانتداب لاعبين جدد، بعد أن أمسى الثابت الذي لا يتحول ولا يتغير في نظر الإدارة وجماهير سيتي على حد سواء.
بعد أحد عشر عاماً على رأس الفريق الإنكليزي، سيكون من الصعب تصور سيتي من دون غوارديولا، أو تصور غوارديولا في فريق آخر دون وقت مستقطع يقيم فيه تجربته ويستجمع فيه قواه وأوراقه، ويجدد فيه أفكاره لخوض تجربة جديدة يؤكد فيها أنه الأقوى والأفضل والأكثر تأثيراً في أي نادٍ يشرف عليه، خصوصاً أن كل أندية العالم ومنتخباتها تريده، وعليه، لم يُفرط فيه سيتي، وجدد عقده لموسمين إضافيين عندما كان في أسوأ أحواله، ولا يزال متمسكاً به حتى بعد الإخفاق هذا الموسم، وحتى ولو لم يشارك في دوري الأبطال الموسم المقبل، تقديراً واحتراماً له، وثقة بقدراته على العودة ابتداءً من الموسم المقبل، للعودة إلى المنافسة على الألقاب المحلية على الأقل.