التوجه الرسمي اللبناني نحو اعتماد الحل الدبلوماسي لتحرير الارض الذي عبر عنه رئيس الجمهورية العماد جوزف عون موضع تقدير ومتابعة خارجية ومحلية خصوصا من قبل اللبنانيين الذين ملوا وتعبوا من الحروب والرافضين البقاء رهائن لمعادلات الخارج او لصراعات الداخل التي لا تخلف سوى التدمير والخراب. سيما وان الحرب وان رفعت من سقف الشعارات فانه في التجربة اللبنانية لم تكن يوما مدخلا الى الاستقرار بل الى المزيد من التصدع والانقسام. فيما الدبلوماسية وعلى بطئها اثبتت انها السبيل الوحيد الامن للاستقرار المستدام.
التوجه الجديد للسلطة اللبنانية نحو الحلول الدبلوماسية لا يعني تراجعا وتساهلا مع المخاطر بل هو تعبير عن نضج سياسي بات يتعامل مع المصلحة الوطنية العليا كأولوية فوق كل الاعتبارات الفئوية والانية . صحيح ان العمل الدبلوماسي لا يثمر دائما نتائج فورية لكنه عمل تراكمي يقوم على بناء الثقة وتحقيق التفاهمات في الكواليس على ما يقول رئيس الجمهورية وتوظيف العلاقات الدولية لخدمة الأهداف الوطنية . وقد بات واضحا ان لبنان على رغم كل التحديات يخوض يوميا معارك تفاوضية بعيدة عن الأضواء مع جهات دولية فاعلة بهدف تثبيت حدوده وحماية امنه وانتزاع ما يمكن من مكاسب لصالح اقتصاده الذي يعاني الصعوبات.
النائب بلال الحشيمي يقول لـ "المركزية" في السياق ان الحروب سواء كانت داخلية ام خارجية لم تأت الى لبنان سوى بالخراب والدمار . وحده الحوار والدبلوماسية ينتجان تفاهمات وحلولا مستدامة ، محاربة اسرائيل عبثية كونها الاقدر عسكريا . محور الممانعة بقيادة ايران في حروبه الأخيرة مني بفشل ذريع. طهران نفسها "اعتزلت الغرام " وذهبت الى التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية. حزب الله يتلطى وراء الدولة ويحملها مسؤولية عدم التزام اسرائيل بوقف النار وبالقرار 1701 ومواصلة استهدافها لعناصره وبيئته، علما انه هو من وافق على التسوية معها. اهل الجنوب لم يعودوا بعد الى قراهم ومنازلهم المدمرة. يحرض من جديد للعودة الى الحرب وهو عاجز حتى عن اطلاق رصاصة واحدة على إسرائيل. يريد من الدولة ان تحاربها. رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بقوله ان لبنان تعب من الحروب عكس الواقع والحقيقة. ليس امامنا الا اللجوء الى المجتمع الدولي والدول الفاعلة لمساعدتنا على سحب إسرائيل من النقاط المحتلة وتسوية النزاع معها. بوحدتنا وتضامننا نواجه مخططاتها التقسيمية وتطلعاتها التوسعية. ما يجري في سوريا قد يطالنا في حال البقاء على خلافاتنا الداخلية. كل "يغني على ليلاه " كما يقال. المنطقة تشهد تغيرات سياسية وجغرافية تستدعي مواجهتها بموقف عربي موحد. المطلوب منا كلبنانيين تعزيز وحدتنا الداخلية والوقوف وراء الجيش اللبناني ودعمه. وحده خشبة الخلاص والمعول عليه لاعادة النهوض بالبلد ووضعه على السكة الصحيحة.
يوسف فارس
المركزية