وتابعت: "لكم نتوق إلى وجودك بيننا يا شهيدنا الغالي. فالتحديات التي نواجهها باتت ترهق كاهل شعبنا وتعصف بنا. أعود وأقول أين أنت يا صاحب الرؤية الواعدة، والإلتزام الوطني والإنساني، لتذلل العقبات وتلين القلوب؟ أين أنت يا رجل الدولة والمبادئ، المؤمن بلبنان السلم الأهلي والعيش المشترك؟ لقد استطعت بفضل إيمانك بالله عز وجل أن تنفض عن لبناننا الحبيب غبار الحرب، وتقود مع شعبنا الطيب مسيرة الإنماء والإعمار. نحن اليوم في مرحلة سياسية وإقتصادية وإنسانية وصحية دقيقة وحرجة جدا. نحن اليوم في مواجهة المشاكل الحياتية التي لا يمكن معالجتها بالتجاذبات والإصطفافات السياسية، بل بالوفاق والوحدة الوطنية والعيش المشترك. ليتك معنا في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بلادنا بها، لتساعد في إيجاد الحلول التي تنقلنا من الغموض ومن حالة عدم استتباب الأمن والاستقرار إلى مكان أفضل".
أضافت: "إننا اليوم أحوج ما نكون إلى وجودك بيننا، فكأننا تجردنا من الإنسانية والرحمة على أنفسنا وعلى ناسنا وشعبنا وأمتنا. وكأنما دولة المؤسسات والقانون والعدالة الاجتماعية التي لطالما سعيت إلى تحقيقها باتت أحلاما. وكأنما جسور الوصل التي لطالما مددتها تلاشت، مفسحة في المجال أمام الجدل العقيم وتبادل التهم الذي يؤجج النفوس ويوقظ التجاذبات.
فشعوبنا لا تستحق إلا الخير والحياة الرغيدة كما وعدتنا بها ونفذت الكثير منها، غير أن اليد الغاشمة قد امتدت إليك واغتالتك لتهدم آمالك وأحلامك لهذا البلد. فكأنهم أرادوا باغتيالك وبغيابك عنا اغتيال لبناننا الغالي على قلوبنا جميعا".
وختمت الحريري ب "الدعاء للمولى عز وجل أن يصرف عن بلدنا الحبيب لبنان وشعبه الطيب وعن امتنا العربية والعالم أجمع هذا البلاء والوباء وأن يرحم الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء الوطن الأبرار، ويتغمدهم بواسع الرحمة والمغفرة، ويحفظ وطننا وينعم عليه بموفور الخير والصحة والأمن والسلام والأمان".
الجدير بالذكر أنه وفي 14 فبراير 2005، اغتيل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري مع 21 شخصًا، عندما انفجر ما يعادل 1000 كيلوغرام من مادة التي إن تي أثناء مرور موكبه بالقرب من فندق سان جورج في بيروت