لم يَدُر في خلد الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار، التي تعمل بمجمع ناصر الطبي في غزة، أنها ستفقد أولادها التسعة دفعة واحدة، وتُفاجأ بجثامينهم أشلاء محترقة أمامها خلال تأدية عملها، بعد قصف منزلها بصاروخ إسرائيلي في مدينة خانيونس جنوبي القطاع الذي يتعرض لحرب شرسة منذ نحو 20 شهراً.
وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، فقد ذهب الطبيبة إلى عملها المعتاد في المجمع، بعد أن قام زوجها، الدكتور حمدي النجار، بإيصالها إلى المستشفى، لكنه ما إن عاد إلى المنزل حتى استهدفه صاروخ إسرائيلي، ما أدى إلى مقتل تسعة من أطفالهما، وإصابة الطفل العاشر، إضافة إلى إصابة الزوج الذي نُقل إلى العناية المركزة في حالة حرجة.
وانهارت الطبيبة بعدما اكتشفت وهي تمسح التراب عن وجوه الجثامين المحترقة، أنهم أبناؤها التسعة يحيى، ركان، رسلان، جبران، إيف، ريفان، سيدين، لقمان، وسيدرا. فيما أُصيب آدم، وهو الطفل الوحيد الناجي، وزوجها الذي يرقد في حالجة حرجة.
وقال المدير العام لوزارة الصحة، الدكتور منير البرش:«هذا ما تعيشه كوادرنا الطبية في قطاع غزة. الكلمات لا تكفي لوصف الألم. في غزة، لا يُستهدف الكادر الطبي فحسب، بل يُمعن الاحتلال الإسرائيلي في الإجرام، ويستهدف عائلات بأكملها».
أوضحت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أن عدد الشهداء الأطفال بلغ حتى الآن 16 ألفاً و503، في حصيلة صادمة تعكس حجم الاستهداف المباشر للأطفال من قبل الجيش الإسرائيلي.
ويعيش سكان قطاع غزة أوضاعاً مأساوية نتيجة الحرب المستمرة منذ نحو 20 شهراً على القطاع، والتي خلفت دماراً واسعاً وأجبرت سكانه البالغ عددهم مليونين ونصف المليون على النزوح مراراً من مساكنهم، فيما يخيم شبح المجاعة على مئات الآلاف بعد منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية منذ مارس/آذار الماضي في ظل مناشدات دولية متزايدة بفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات المتكدسة.