لبنان

"القرض الحسن" تعيد ترميم نفسها.. غضب أميركي وإسرائيلي

الضربات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت فروع جمعية "القرض الحسن"، لم توقف عمله، وأفاد مركز "ألما" الإسرائيلي بأن حزب الله نجح في إعادة تأهيل هذه الفروع وإعادة افتتاحها، بما في ذلك الفرع المركزي في بيروت. وتُعد هذه الخطوة بمثابة رسالة تحدٍ تؤكد تمسّك الحزب بالدور المحوري الذي تلعبه الجمعية كركيزة مالية أساسية في تعزيز نفوذه داخل لبنان.

يذكر إنه في 21 تشرين الأول الفائت، نفذ سلاح الجو الإسرائيلي ضربات استهدفت عشرات فروع الجمعية، بهدف تعطيل الشبكة المالية لحزب الله.

يقول المركز: "رغم هذه الحملة الجوية، فإن مركزية الجمعية في عمليات حزب الله اليوم واضحة: الجمعية تمكّن إعادة تأهيل الحزب وتعزيز قوته من جديد بعد الحرب".

وأضاف: "حتى الآن، لم تتخذ الحكومة اللبنانية أي إجراء لتفكيك الجمعية بعد قرابة سبعة أشهر على الضربات التي طالت فروع القرض الحسن، رغم دعم الولايات المتحدة لهذه الخطوة". وأردف: "عمليًا، الواقع معاكس: إذ تحرك حزب الله لإعادة تأهيل الفروع التي تم استهدافها، وهو في صدد إعادة فتحها".

ومن الأمثلة البارزة على ذلك الفرع المركزي في حي زقاق البلاط في بيروت – وهي منطقة ذات أهمية رمزية وعامة، خاصة بين أبناء الطائفة الشيعية في المدينة.

بعد أشهر من أعمال التأهيل المكثفة، انتشرت مقاطع فيديو توثق أعمال ترميم المبنى بالكامل من قبل حزب الله. وأُعيد افتتاح الفرع في 19 أيار/ مايو الجاري.

"الصمود والعزيمة" 

بعيدًا عن الحاجة التشغيلية، يُستخدم تأهيل فروع جمعية القرض الحسن وإعادة فتحها من قبل حزب الله كأداة ذهنية ذات أهمية كبيرة في مخاطبة القاعدة الشيعية: لإظهار الصمود والعزيمة والقدرة على التعافي بسرعة رغم الأضرار التي سببتها الضربات الإسرائيلية. إ

وأضافت دراسة المركز: "إنها رسالة إلى القاعدة عن العودة إلى الحياة الطبيعية، والاستقلال الاقتصادي، والشعور بالأمان الوظيفي – رسائل موجهة مباشرة إلى الجمهور".

وجاء توقيت إعادة افتتاح الفرع المركزي في زقاق البلاط بشكل مدروس لدعم الحملة السياسية لحزب الله خلال الانتخابات البلدية. فقد اعتبر حزب الله هذه الانتخابات اختبارًا مهمًا لقوته السياسية وسعيه للحفاظ على نفوذه.

ومؤخرًا فقط، نُشر أن الدولة اللبنانية، تحت ضغط أميركي كبير، نقلت رسائل إلى حزب الله بشأن النظر في إغلاق جمعية القرض الحسن. إلا أن رد الحزب وتحذيره من أن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى "انفجار"، أوضح للحكومة اللبنانية – في هذه المرحلة – حدود قدرتها ورغبتها.

وعبّر المركز عن غضبه بالقول: "يجب أن يُضاف ضغط مستمر من إسرائيل، يتمثل في ضربات متكررة ومتنوعة على فروع الجمعية، كجزء من جهد منع إعادة تأهيل حزب الله، على غرار الضربات المتكررة التي تستهدف الأفراد والمواقع والأنشطة المرتبطة بإعادة التأهيل العسكري لحزب الله". 

يقرأون الآن