باتت بعض القوى السياسية على يقين أنّ الأمور ذاهبة بإتجّاه الإنهيار الكامل مع إستمرار الشغور الرئاسي وغياب المعالجة الجديّة للوضع الإقتصادي حيث تخطّى الدولار أمس الـ 50 ألف ليرة، وبالتالي بدأت هذه القوى تتحسّس حجم الويلات المقبلة فذهبت إلى التلويح بمقاطعة جلسات إنتخاب رئيس الجمهورية إذا ما إستمرَّت المراوحة القائمة، فيما ذهب "نواب التغيير" إلى "خطّة تصعيدية" تمثّلت بـ "سابقة" في تاريخ المجلس حيثُ إعتصم عدد من هؤلاء النواب داخل المجلس مُطالبين بعقد جلسات مُتتالية لحين إنتخاب رئيس للجمهوريّة.
وإذْ شكَّل موقف "اللقاء الديمقراطي" خضّة في المجلس من شأنها أنْ تُسرّع خطوة معالجة موضوع الشغور الرئاسي يبقى موقف قوى المعارضة الأخرى "ضبابيًا" بعد أنْ تدنت نسبة التصويت لمرشحها النائب ميشال معوض.
على هذا الصعيد، تشير مصادر "الحزب التقدمي الإشتراكي"، إلى أنّ "الوضع لم يَعد يحتمل إستمرار الأمور على ما هي عليه"، وتنتقد "طريقة إدارة الجلسات التي لم يعد لها أيّ قيمة، وغياب أي حراك فاعل للخروج من الأزمة".
وتؤكّد المصادر لجريدة "الأنباء" الإلكترونيّة، أنّه "في حال بقيت الأمور على ما هي عليه، ولم يَلمُس الحزب أيّ جديّة في التعاطي مع الإستحقاق فإنّه لن يستمرّ بالمشاركة في مسرحية "الضحك على الناس"، وقد يتخذ عندها قرار المقاطعة".
وإذْ تلفت المصادر إلى أنّ "إتصالاتها ستشمل كافّة القوى لوضعها أمام مسؤولياتها"، فهي تعتبر أنّ "مَن يظن أنّه بإمكانه أن يأتي برئيس للجمهورية من دون الحوار مع الآخرين فهو "واهم".
وأمّا بالنسبة إلى "القوات اللبنانية" فتشير مصادرها إلى أنّ "القوات في وضع متحرّك، فهي عبَّرت بلسان رئيسها سمير جعجع بأنها لن تقبل برئيس ممانع ولو إنتظرت 10 سنوات ولم تقبل بإستمرار الشغور كما في الإستحقاق الرئاسي السابق ولن تقبل بالتسليم بالتركيبة الحالية، في حال أرادت مواصلة إنتاج نفسها بإبقاء الواقع على ما هو عليه".
وتقول المصادر القواتيّة لـ"الأنباء"، "أمام هذا الموقف المُتقدم لـ "القوات" الذي رفضت فيه إستمرار واقع التركيبة أي "سلبطة" حزب الله على القرار السياسي للدولة اللبنانية، مُضافًا إلى موقف "اللقاء الديمقراطي" بالتلويح بمقاطعة جلسات إنتخاب رئيس الجمهورية إذا ما إستمرّت المُراوحة القائمة، وقرار عدد من النواب الإعتصام داخل المجلس لحين إنتخاب رئيس، وبالتزامن مع حركة الشارع، ممّا يشكل مشهدًا تقاطعت فيه هذه المواقف مجتمعة ليعبّر المشهد الجديد عن ديناميّة وطنية بدأت تكبر، وستصب بإتجاه واحد وهو إنتخاب رئيس جديد".
وتجزم المصادر "بأننا دخلنا في مرحلة جديدة وهي الضغط السياسي من أجل إلزام الفريق الآخر بالوصول إلى إنتخاب رئيس جديد للجمهورية ، فالبلد لم يعد يحتمل".
هذا وتشير المصادر إلى أنّ "التنسيق سيكون مع كافّة مكونات المعارضة على إختلافها فهي مهما إختلفت وتباينت الآراء فيما بينها، إلّا أنها بنهاية المطاف متفقة على وضع حدّ لهذا الشغور وإنتخاب رئيس سيادي وإصلاحي لوضع لبنان على طريق الإنقاذ".
وكما "القوات" فإنّ حزب "الكتائب اللبنانيّة" إعتبر بأننا "دخلنا مرحلة جديدة"، حيث تُشير مصادره إلى أنّ "يوم أمس كان البداية"، وتقول المصادر لـ "الأنباء": "نحن دخلنا مرحلة جديدة ستتخذ منحىً تصاعديًا والذي سيتخذ عدّة أشكال، والهدف كفّ "أمر التعطيل" والدفع بإتجاه الدعوة لجلسات مفتوحة حتى إنتخاب رئيس للجمهوريّة".
وتُفضّل المصادر "الإحتفاظ بما تنوي القيام به على إعتبار كل "شي بوقتو حلو"، وتؤكّد بأنّ "التنسيق والتواصل سيكون مع كافة أفرقاء المعارضة".
رماح الهاشم - جريدة الأنباء الالكترونية