أطلق الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، مارك زوكربيرغ، حملة توظيف محمومة لاستقطاب كبار الباحثين والمهندسين في مجال الذكاء الاصطناعي، في محاولة لتعزيز موقع الشركة في سباق تقنيات الذكاء الخارق، وسط عروض مالية فلكية وصلت إلى 100 مليون دولار للمرشح الواحد.
ووفقًا لمصادر مطلعة، تولى زوكربيرغ بنفسه التواصل مع مئات الأسماء اللامعة في القطاع، مستخدماً البريد الإلكتروني وواتساب، ومقدماً عروضاً مغرية تشمل رواتب ضخمة، حصصا في الشركات، بل وصلت في بعض الحالات إلى التفاوض لشراء شركات ناشئة بالكامل، وفقا لصحيفة The Wall Street Journal.
وتسعى "ميتا" إلى تأسيس مختبر جديد للذكاء الخارق "Superintelligence"، يضم نحو 50 شخصا، مهمته تطوير نماذج ذكاء اصطناعي قادرة على تحقيق قفزات نوعية، وسط منافسة متصاعدة من شركات كـ"OpenAI" و"Anthropic" و"Google DeepMind".
ورغم الإغراءات المالية، قوبلت جهود زوكربيرغ بتردد من بعض المرشحين، الذين أبدوا قلقهم من التحديات التي تواجهها ميتا، بما في ذلك التأخر في إطلاق نماذج ذكاء اصطناعي جديدة، واتهامات بالتلاعب في نتائج الأداء، فضلاً عن ارتباك إداري ناجم عن تغييرات هيكلية متكررة.
ومن بين الأسماء التي سعى زوكربيرغ لاستقطابها، مؤسسو "OpenAI" جون شولمان وإيليا سوتسكيفر، إضافة إلى بيل بيبلز، المشارك في تطوير مولد الفيديو "Sora"، كما دخل في محادثات مع شركة "Perplexity" للبحث بالذكاء الاصطناعي، وطرح عرضا لشرائها.
وكان من أبرز صفقات التوظيف، استثمار ميتا 14 مليار دولار في شركة "Scale AI"، وتعيين رئيسها التنفيذي ألكسندر وانغ (28 عاما) لقيادة فريق الذكاء الاصطناعي الجديد، فيما يعد من أغلى التعيينات في تاريخ القطاع.
وأفادت تقارير أن زوكربيرغ يعتمد على تواصله المباشر كأداة فعالة للتأثير، إذ يستضيف المرشحين في منزليه بكاليفورنيا وتاهو، ويشارك شخصيا في تحديد تفاصيل العمل، بما في ذلك مواقع مكاتبهم.
ويؤكد زوكربيرغ في محادثاته مع المرشحين أن موارد ميتا، المدعومة بإيرادات إعلانية بمئات المليارات من الدولارات، تضمن للباحثين قدرة غير محدودة على الوصول إلى الحوسبة المتقدمة والشرائح الإلكترونية.
لكن لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت هذه الاستراتيجية ستؤتي ثمارها، خاصة في ظل تصريحات من منافسين مثل سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ"OpenAI"، الذي قال مؤخرا إن "أياً من أفضل موظفينا لم يغادر شركتنا للانضمام إلى ميتا، رغم العروض".
تجدر الإشارة إلى أن حملة زوكربيرغ الأخيرة تأتي بعد إحباط داخلي إثر إخفاق أحد نماذج ميتا الجديدة في تحقيق النتائج المرجوة، وهو ما دفعه إلى تركيز غير مسبوق على التوظيف والبحث العلمي، بحسب مصادر داخل الشركة.