سيارة

هو ليس الابتكار الوحيد الذي نسمع عنه لسلسلة صناعات مبتكرة وفريدة من "صنع لبناني بحت" في محاولة لمواجهة الازمة الاقتصادية بالأفضل وليس لاحتوائها بما تيسّر، بعد ارتفاع تكلفة المحروقات التي بات يتغير سعرها في اليوم الواحد مرتين عبر جدول يصدر من وزارة الاقتصاد نتيجة عدم استقرار سعر صرف الدولار والمضاربة في السوق الموازية تارة، او انقطاعه في زمن الطوابير من الكازيات تارة أخرى.

انطلق المهندس الميكانيكي هشام الحسامي في مشروعه الذي يعتمد على الطاقة الشمسية بديلا عن المشتقات النفطية والمولدات الخاصة او كهرباء الدولة التي لا تأتي سويعة كاملة في اليوم.

الازمة الهبت العقول الجامحة نحو الابداع

 

يقول هشام ابن الـ 46 عاما لـ "الديار": في الأساس انا عملي قائم على ابتكار وتصليح الماكينات الصناعية، وفكرة تصميم سيارة تعمل على الطاقة الشمسية يعود لما نمر به من سلسلة أزمات مادية وهزات اقتصادية ارتدادية بين يوم وآخر، كما حدث وما زال يحدث بعد زلزال تركيا حيث تخطت الهزات الارتدادية الـ 1500 هزة. كذلك الامر بالنسبة للوضع الراهن في لبنان الذي أثر سلبا في كافة الشرائح المجتمعية والقطاعات الحيوية ومن هنا خرجت سيارة على الطاقة الشمسية لتكون ابتكارا فريدا في نوعه والأول في الوطن العربي في مجال صناعة السيارات". 

ويتابع، "التصميم للنموذج الأول لي في هذا العالم كناية عن مركبة كهربائية يتم تعبئتها من خلال الطاقة الشمسية أي تشحن نفسها بنفسها. ويردف، هذه الفكرة بعد ان استقرت في رأسي شهرين، نفذتها في غضون أربعة أشهر".

سيارة "ليرة" لدعم العملة والاقتصاد

يقول هشام، "هذا الاختراع الأول من هذه السيارة أطلقت عليه تسمية "ليرة" وذلك دعما للعملة اللبنانية وللاقتصاد الوطني وفي وسطها تتمركز الارزة اللبنانية المعروفة بالعنفوان والشموخ في الأرض الذي لا يتأثر بعوامل الطبيعة او بالزلازل او بهزات ارتدادية من السلطة السياسية وهو شعار سيارتي. ويضيف، "تعد هذه السيارة الاستثنائية في نوعها وصنعها وعملها فخر لبناني وتعني كل فرد".

بيعها بالدولار ام بالليرة!

في هذا السياق يقول هشام، "سنعمد لطرحها في السوق نهاية شهر شباط، كما ان هذا الابتكار يعد بارقة امل للبنانيين ولكل فرد يعيش التحديات الصعبة والهزات الاقتصادية المتواصلة وارتدادات الدولار الذي لا ينفك عن تحطيم عملتنا وافقادها قيمتها الشرائية".

ويردف، "ستباع بالليرة اللبنانية ولن تكون بالدولار كما يحدث في كافة القطاعات اليوم من اخضاعها للدولرة الشاملة. ويلفت، "لا بل على من يعتزم شراءها يجب ان يستبدل دولاراته بالعملة اللبنانية لافتا الى انه في هذه الحركة سنتمكن من إعادة النبض الى القطاعات الاقتصادية وتسريع عجلتها وأيضا إعادة القيمة المعنوية لعملتنا".

يستكمل هشام، "اشدد على ان هذه السيارة سيصار الى تصديرها وبيعها حصرا بالعملة الوطنية ومن هنا سيزيد الطلب على الليرة والتي بدورها وتلقائيا سيؤدي الى إعادة موقعها الطبيعي مقابل الدولار الأميركي". ويلفت الى ان السعر سيتراوح ما بين الـ 10 الاف دولار والـ 15 ألفا في حال إضافة بطارية ثانية لتسير مسافة 400 كيلومتر وطبعا بحسب الميزات الإضافية لها".

تصلح في النقل العام

في هذا الإطار يقول هشام، "بالطبع يمكن توظيف هذه السيارة في النقل العام او نقل طلاب المدارس والجامعات وحتى في توصيل الطلبات من خلال "خدمة الدليفري"، وبالتالي تعد وسيلة نقل طبيعية متمكنة على النحو الذي نعرفه من خلال السيارات التقليدية الى جانب استخدامها في إنهاء اعمالنا ومشاويرنا اليومية وهي تسع لأربعة او خمسة افراد بمنتهى الراحة وحتى الرفاهية. ويشير هشام الى نقطة مهمة جدا تتعلق بهذه السيارة وهي انها تتوافر فيها كافة المعايير المعتمدة عالميا".

كيفية عملها

يشرح هشام آلية سير السيارة الكهربائية فيقول: "الى جانب انها تشحن نفسها بنفسها، بالطبع يجب ان يكون الطقس مشمسا وغير غائم او ماطر، وفي هذه الحالة سيضطر الفرد الى الاستعانة بالكهرباء لشحنها وذلك في مدة زمنية لا تتجاوز الـ 30 دقيقة عن طريق قابس كهربائي متوافر، خاصة في فصل الشتاء يحتاج سائقوها الى اعتماد هذه الطريقة". 

يستكمل، " تسير حوالى 200 كلم وهو المعدل الكافي لفترة أربعة أيام متتالية من دون الحاجة الى إعادة شحنها إذا اعتبرنا اننا نسير 50 كلم في اليوم الواحد". ويلفت بالقول، "في حال كان الطقس صاحيا فلن نكون بحاجة الى الشحن الكهربائي بالإشارة الى الانقطاع المستمر في ساعات التغذية على مدار اليوم في لبنان. ومن هنا السيارة ستبقى تلبينا مع سطوع الشمس منذ ساعات الصباح الأولى وحتى ما بعد الظهر مشيرا الى إمكان استخدام البطارية كمزود طاقة".

اضاءة البيت والمحال 

يتطرق هشام "الى إمكان امداد كهرباء من هذه السيارة للبيت او لمحل تجاري في حال كانت التغذية غير متوافرة على الا تتعدى اضاءة لمبة او مصباح او اشغال جهاز تلفاز، وبالطبع لا يمكننا تشغيل كافة الأدوات الالكترونية من هذه السيارة كونها تحتاج الى قوة إضافية".

الفرق بينها وبين التوك توك لجهة التوفير

يجيب هشام بالقول، "الفرق شاسع ما بين التوك التوك الذي هو عبارة عن دراجة على هيئة عربة صغيرة بابها مصنوع من مادة النايلون السميك وبالتالي تعد وسيلة نقل منخفضة التكلفة الا انها غير آمنة. ويستكمل، لا توجد مقارنة ما بين "سيارة ليرة" ذات المواصفات المثلى في الصنع والتصميم والابتكار، وما بين التكاتك التي تنتشر في كل حي وزاروب وعلى الأوتوستراد وهو يعد امرا خطرا لجهة السلامة العامة كونه مختلفا في عملية تصنيعه كما يفتقد عناصر الحماية الذاتية الا انه اقل تكلفة. ويخلص هشام ليقول: "سيارة ليرة كاملة المميزات القائمة عالمية وتستحق المراهنة من قبل الراغبين في التوفير والداعمين للاقتصاد والعملة الوطنيين اللبنانيين وأيضا للمهتمين بالطاقة النظيفة حيث تعمل صفر تلوث".  


ندى عبد الرزاق - الديار

يقرأون الآن