كشفت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، في تقرير موسّع، عن حجم الضرر الكبير الذي لحق بالبرنامج الصاروخي الإيراني جراء الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، مشيرة إلى تدمير أكثر من ثلثي ترسانة إيران من الصواريخ الباليستية ومنصات الإطلاق خلال 12 يومًا من التصعيد العسكري.
وبحسب معلومات استخباراتية أوردتها الشبكة، كانت إيران تمتلك، عشية اندلاع المواجهة مع إسرائيل، نحو 3000 صاروخ باليستي قادر على الوصول إلى العمق الإسرائيلي، إلى جانب 600 منصة إطلاق. لكن هذه الترسانة تقلّصت بشكل حاد، إذ لم يتبقّ منها سوى 1000 صاروخ، بينما انخفض عدد المنصات إلى ما بين 150 و200 فقط، في نتيجة وصفت بـ"الانتكاسة النوعية".
ونقل التقرير عن داني تسيتيرينوفيتش، الخبير في الشأن الإيراني لدى "معهد دراسات الأمن القومي"، أن إسرائيل "استهدفت كل موقع معروف لإنتاج الصواريخ في إيران"، مؤكداً أن استبدال المنصات سيكون صعباً ومعقداً، ما سيؤثر جذرياً على قدرة طهران الهجومية في أي مواجهة مقبلة.
ورغم أن إيران لا تزال تحتفظ بقدرة على ضرب إسرائيل، فإنها، بحسب الخبير الإسرائيلي، "لم تعد تملك القدرة على توجيه وابل من مئات الصواريخ كما كانت قبل الحرب الأخيرة"، في تغيّر يُعدّ الأهم منذ سنوات في موازين الردع الإقليمي.
وفي موازاة هذا التراجع الكبير، أشار تقرير آخر لموقع Middle East Eye البريطاني إلى أن إيران بدأت بالفعل خطوات لتعويض خسائرها، إذ تسلّمت مؤخراً شحنة من منظومات الدفاع الجوي الصينية عقب اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل. ووفق مسؤول عربي مطّلع، فإن طهران دفعت ثمن تلك المنظومات عبر شحنات نفطية، في إطار تعاون استراتيجي آخذ في الاتساع بين بكين وطهران.
كما نقل التقرير عن مصادر استخباراتية أن الحلفاء العرب للولايات المتحدة أُبلغوا بكل تفاصيل التحركات الإيرانية الجديدة، فيما أحاطت واشنطن علماً بتلك التطورات، من دون أن يتضح عدد أنظمة الدفاع الجوي التي وصلت إلى إيران حتى الآن.
وتزامنت هذه المعلومات مع تقارير سابقة تحدّثت عن شحنات صينية من مركّب الأمونيوم بيركلورات — أحد المكوّنات الرئيسية في تصنيع الصواريخ — يُعتقد أنها وصلت إلى إيران، الأمر الذي نفته بكين لاحقًا. لكن مراقبين رصدوا طائرات شحن غامضة أقلعت من الصين متجهة إلى إيران خلال فترة الغارات الإسرائيلية، ما أعاد إثارة الشبهات حول دور صيني في دعم الصناعات العسكرية الإيرانية.
وتشير تقارير بداية تموز الحالي إلى أن إيران طلبت أيضًا من الصين شراء مقاتلات J-10C، وهي طائرات تعتمد في تصميمها على النموذج الإسرائيلي "لافي"، في خطوة إضافية لتعزيز قدراتها الجوية والدفاعية.
وبحسب ما خلصت إليه التقارير الغربية، فإن ما جرى يمثل ضربة مركّزة لركيزة أساسية في العقيدة العسكرية الإيرانية، لا سيما في ظل خطط طهران السابقة لتوسيع ترسانتها الصاروخية خلال السنوات المقبلة، والتي كانت أحد أبرز دوافع إسرائيل لتنفيذ ضربتها الاستباقية الأخيرة.