ذكر موقع "Worldcrunch" الفرنسي أنه "مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن، يبدو أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بدأت تعمل بهدوء من جديد".
وأشار التقرير إلى أن هذه الزيارة ليست مجرد جولة دبلوماسية، بل تمثل بداية فصل جديد في حرب غير مرئية، معركة استخباراتية قد تشعل زلزالا جيوسياسيا آخر في الشرق الأوسط، لافتا إلى أنه بينما تتابع الأنظار البروتوكولات الرسمية والتصريحات المألوفة وصور الزعماء المبتسمين، تتشكل على الأرض حرب مختلفة، صامتة لكنها شرسة.
وحسب الموقع، يستعد جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) وشبكة عملائه، المنتشرين بعمق داخل الأراضي الإيرانية، لسيناريو جديد، معتبرا أن زيارة نتنياهو الرسمية تحمل في هذا التوقيت الحرج، مع التحولات الأمنية في المنطقة، رسالة صريحة: الملف الإيراني لم يغلق. بل دخل مرحلة جديدة.
وذكر أنه بعد 12 يوما من المواجهة بين إيران وإسرائيل، لا تزال المنطقة بعيدة عن الاستقرار، غير أن ما يخيم الآن ليس سلاما، بل صمتا مريبا يسبق عاصفة. فقد انطلقت حرب ظل، تستهدف أكثر من مجرد منشآت نووية أو قواعد عسكرية، بل تهدف إلى تقويض الإرادة الاستراتيجية للنظام الإيراني من الداخل، وإنهاك قيادته نفسيًا، وزرع الشكوك داخل مراكز قوته.
وأشار إلى أنه بفضل سجل الموساد الحافل بعمليات جريئة في عمق الأراضي الإيرانية، يجري الآن تحريك عناصره بدقة.
وبدأت خلايا نائمة بالتحرك، كما تم نشر تقنيات متقدمة للمراقبة والاتصال، في حين بات العملاء، الذين خضعوا لتدريبات على مدار سنوات، مستعدين لتنفيذ خطة قد تغيّر مجددًا موازين القوة في المنطقة.
وفي الوقت نفسه، لا يمكن فصل ما يحدث في غزة عن هذا المشهد.
إذ تشير تقارير موثوقة إلى وجود هدنة تمتد لشهرين بين نتنياهو وحركة حماس، بوساطة قطرية ومصرية، وتحت ضغط أميركي.
والهدف منها ليس السلام، بل خفض التوتر الإعلامي، واستعادة الشرعية الدولية من خلال تقديم صورة أكثر "عقلانية"، من أجل التركيز على التهديد الوجودي كما تراه إسرائيل: النظام الإيراني.
وقال التقرير إن زيارة نتنياهو إلى واشنطن تحمل رسالة حادة وواضحة: فهو يسعى للحصول على الضوء الأخضر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتوجيه ضربة أشد وأكثر حسماً ضد إيران.
من جهته، يدرك ترامب أن بإمكان نتنياهو أن يكون الذراع التنفيذية في المرحلة القادمة من سياسة "الضغط الأقصى".
ورأى أن الاستراتيجية الجديدة لإسرائيل ليست حربا تقليدية، بل صراع خفي يهدف إلى تدمير شبكات الاستخبارات، وشلّ مراكز القيادة، والأهم من ذلك، زعزعة ثقة النظام بنفسه، مبينا أن الأهداف هذه المرة لا تقتصر على منشآت في فوردو أو أصفهان أو بارشين، إذ ربما لم يعد الهدف تفجير البنية التحتية، بل انهيارها بصمت، وتفكيكها دون دخان. فتعطيل البنية الأمنية للنظام الإيراني هو ما يبرع فيه الموساد، ويكسبه مكانته كواحد من أكثر الأجهزة الاستخباراتية إثارة للرهبة في العالم.