إنها نهاية حقبة في قصر كينسينغتون. ناتاشا آرتشر، المعروفة بألقاب مثل "الذراع اليمنى للأميرة" و"السلاح السري"، تغادر البيت الملكي بعد 15 عاماً من الخدمة. ستقوم بتأسيس شركتها الاستشارية الخاصة، مستفيدة من شهرتها بين معجبي العائلة المالكة كمنسقة الأزياء الخاصة بالأميرة، في خطوة نحو القطاع الخاص.
وخلال خمسة عشر عاماً من العمل إلى جانب أمير وأميرة ويلز، كانت آرتشر حاضرة في أبرز المحطات: من زفاف ملكي، إلى ولادة ثلاثة أطفال، وصولاً إلى معركة كيت مع السرطان. بدأت مسيرتها كمساعدة شخصية، لتصبح جزءاً لا يتجزأ من الدائرة المقربة للعائلة، وكانت دوماً خلف الكواليس خلال الجولات الملكية، وتجلس إلى جانبهم في مباريات الرجبي، وكانت من أوائل الزائرين لأميرة ويلز في المستشفى بعد ولاداتها لمساعدتها في التحضير لجلسات التصوير الرسمية.
وفي عام 2024، زارت الأميرة في مستشفى لندن خلال إقامتها التي استمرت 14 يوماً بعد جراحة في البطن، في دلالة على قوة العلاقة المهنية بينهما. ومع اقتراب مغادرتها، وُصفت آرتشر بأنها "لا تُقدّر بثمن" داخل القصر، حيث يتمنى لها الموظفون التوفيق في خطوتها المقبلة. ومن المتوقع أن تترك وراءها "فراغاً كبيراً"، سيحاول آخرون ملؤه، مثل جيمي إيرلام، التي تُشير صفحتها على لينكدإن حالياً إلى عملها كمساعدة شخصية (للملابس) في بيت ويلز.
وبالنسبة لمعجبي العائلة المالكة، شكل هذا الخبر فرصة للتأمل في 15 عاماً من تطور دور أميرة ويلز على الساحة العالمية، والتغيّر الموازي في أسلوبها. تقول بيثان هولت، مديرة قسم الموضة في صحيفة "التلغراف" ومؤلفة كتاب "دوقة كامبريدج: عقد من الأسلوب الملكي العصري": "أعتقد أن ناتاشا وكاثرين خضعتا معاً لرحلة تطور في الأسلوب. إذا عدنا إلى السنوات التي تلت الزفاف الملكي، سنجد أن أسلوبهما كان حذراً للغاية، ما عرّضهما لبعض الانتقادات، لكنهما لعبتا على المدى البعيد، والآن تبدوان متألقتين وأنيقتين وحديثتين".
وكان الزفاف الملكي، الذي أُقيم بعد انضمام آرتشر بعام واحد فقط، من أبرز محطات تطور أسلوب ميدلتون، لا سيما باختيارها للمصممة سارة بيرتون من دار ألكسندر مكوين لتصميم فستان زفافها الشهير، الذي تميز بدقة حياكته وتطريزه من قِبل المدرسة الملكية للتطريز، ما كرّس اهتمام الأميرة المستقبلي بالحرف التقليدية. ولا تزال تحافظ على هذا الشغف حتى اليوم؛ إذ قدّمت هذا العام جائزة الملكة إليزابيث الثانية للتصميم البريطاني إلى المصمم الصاعد باتريك ماكدويل، الذي صرّح أنها أظهرت "اهتماماً حقيقياً بالحرف".
وفي عام 2014، ذكرت مجلة "فانيتي فير" أن آرتشر شجعت كيت على تقبّل تأثيرها ومكانتها، ودفع حدود الموضة الملكية برفق. وقال مصدر للمجلة: "في البداية، كانت كيت مترددة في كونها أيقونة موضة، لكنها الآن تستمتع بذلك".
وأضاف: "آرتشر تتسوق كثيراً لكيت عبر الإنترنت، وتطلب مئات الفساتين لتجربتها. لقد أقنعتها بأن تكون أكثر جرأة. أصبحت التنانير أقصر، وأصبحت كيت أكثر مغامرة في اختياراتها".
وكان هذا أيضاً العام الذي قامت فيه دوقة ودوق كامبريدج بجولة ملكية في أستراليا ونيوزيلندا، حيث اعتمدت كاثرين أسلوب الألوان الصريحة، على غرار الملكة إليزابيث الثانية. من بين الإطلالات الجريئة في تلك الجولة: معطف باللون الأحمر القاني من كاثرين ووكر، فستان أصفر مشرق من روكسندا إلينتشيتش، ومعطف باللون الأخضر الزاهي من إرديم.
وتقول هولت: "أتذكر عندما بدأ أسلوب كاثرين يصبح أكثر جرأة، وكان الكثيرون يظنون أن ناتاشا لم تكن وراء هذا التغيير، لكن تبيّن لاحقاً أنها كانت لا تزال عنصراً أساسياً في خزانة ملابس كاثرين".
وتشير إلى إطلالة بعينها كدليل على ذلك: "بلوزة أرجوانية من غوتشي مع سروال أسود أنيق من جيغسو في عام 2019".
وقد أصبح هذا الأسلوب الذي يمزج بين الفخامة والبساطة هو ما يُميز كاثرين، إذ تتنوع علاماتها المفضلة بين أسماء راقية مثل ألكسندر مكوين وإميليا ويكستيد وجيني باكهام، وعلامات أكثر سهولة في الوصول مثل ريس وبودن. ولها تأثير واسع النطاق إلى درجة أن ارتفاع مبيعات أي قطعة ترتديها أصبح يُعرف باسم "تأثير كيت"، وحصلت علامات مستقلة مثل بيولا لندن على شهرة كبيرة بفضل ظهورها بملابس منها. وتقول ناتاشا فينش، مؤسسة بيولا: "إنه لشرف لنا أن ترتدي أحد فساتيننا. فهي دائماً أنيقة، وتعد سفيرة رائعة لبريطانيا".