بدأت في برلين محاكمة طبيب ألماني متخصص في "الرعاية التلطيفية" (رعاية طبية متخصصة تركز على تخفيف الألم والأعراض الأخرى لدى المصابين بأمراض خطيرة)، متهم بارتكاب سلسلة جرائم صادمة.
ويواجه الطبيب اتهامات بقتل 15 مريضًا كانوا تحت رعايته عبر حقنهم بمزيج قاتل من الأدوية المهدئة، ثم إشعال النيران في منازل بعض الضحايا في محاولة بائسة لإخفاء معالم جرائمه.
Berlin doctor goes on trial, accused of murdering 15 patients https://t.co/F3creVZvLT pic.twitter.com/9sTGhXk64A
— New York Post (@nypost) July 15, 2025
وأقامت النيابة العامة الدعوى ضد الطبيب البالغ 40 عاما بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، مدعية أنه تصرف بدوافع خبيثة وحقيرة. وتطالب النيابة بإصدار أقصى عقوبة وهي السجن مدى الحياة، والتي تعادل في النظام القضائي الألماني عادة 15 عاما. لكنها تسعى أيضا إلى تصنيف القضية على أنها تنطوي على "ذنب خاص بالغ الخطورة"، وهو ما سيمكن من استمرار احتجاز الطبيب وقائيا حتى بعد انقضاء مدة العقوبة، بالإضافة إلى حرمانه نهائيا من مزاولة مهنة الطب.
وكشفت جلسة الافتتاح التي عقدت يوم الاثنين تفاصيل مروعة. حيث أوضح المدعي العام فيليب مايهوفر أن المتهم كان يزور المرضى في منازلهم تحت ستار تقديم الرعاية الطبية، بينما كان في الواقع يحقنهم سرا بمزيج مميت من الأدوية دون علمهم أو موافقتهم.
ووصف المدعي العام تصرفات الطبيب بأنها "استهانة صارخة بقيمة الحياة البشرية"، متهمة إياه بتصرف كأنه "سيد للحياة والموت".
وكشفت التحقيقات أن الطبيب الذي يشار إليه فقط باسم "يوهانس م" حفاظا على خصوصيته وفق القوانين الألمانية، كان يعمل في خدمة تمريض متنقلة تقدم الرعاية للمرضى المصابين بأمراض مستعصية.
والضحايا الخمسة عشر الذين تم التأكد من تورطه في قتلهم حتى الآن تراوحت أعمارهم بين 25 و94 عاما، وشملوا 12 امرأة وثلاثة رجال، توفوا جميعا بين أيلول/سبتمبر 2021 وتموز/يوليو 2024.
وكانت تقنيات القتل التي استخدمها المتهم غاية في الوحشية، حيث كان يحقن ضحاياه بمخدر قوي مع مرخٍ للعضلات، ما يؤدي إلى شلل الجهاز التنفسي وموت الضحايا اختناقا خلال دقائق. واللافت أن جميع الضحايا، رغم معاناتهم من أمراض خطيرة، لم يكونوا في مرحلة الاحتضار أو قاب قوسين أو أدنى من الموت.
وبدأت خيوط القضية تظهر عندما لفت انتباه أحد زملاء المتهم تكرار وقوع حرائق غامضة في منازل مرضى ماتوا أثناء تلقي الرعاية على يد "يوهانس م".
وكشفت التحقيقات الأولية أن خمس حالات على الأقل من الوفيات ارتبطت بحرائق مشبوهة، ما دفع السلطات إلى فتح تحقيق جنائي موسع.
والمفاجأة الصادمة كانت حجم الشبكة الإجرامية المحتملة. حيث أفادت النيابة العامة في برلين بأنها ما تزال تحقق في 70 حالة وفاة أخرى يشتبه في تورط الطبيب فيها، بما في ذلك وفاة حماته في بولندا مطلع عام 2024، والتي كانت تعاني من مرض السرطان.