استقبل رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي، وزير الاقتصاد والتجارة عامر البساط، وتم البحث في كيفية إطلاق مسار جديد للتعاون بين القطاعين العام والخاص، بما يعزز الشراكة الاقتصادية ويدعم المبادرات والمشاريع الاستثمارية التي تقودها غرفة طرابلس الكبرى في خدمة التنمية المستدامة.
وقدم دبوسي عرضا تفصيليا لمرتكزات وأهداف "المنظومة الوطنية الاقتصادية المتكاملة"، إضافة إلى مشاريع استثمارية ولوجستية تطويرية، مؤكدا "أهمية الدور الحيوي للقطاع الخاص في دعم الاقتصاد الوطني".
من جهته، أشاد البساط بـ"الدور الريادي لغرفة طرابلس"، مثنيا مؤكدا أن ما قامت به من مشاريع وإنجازات هو "عمل ممتاز"، لافتا الى أن "غرفة طرابلس تسهم من خلال رؤيتها في تحفيز النمو الاقتصادي"، مؤكدا حرص وزارة الاقتصاد والتجارة على "التكامل مع مبادرات الغرفة ومشاريعها الحيوية، بما ينعكس إيجابا على حركة الاقتصاد الوطني".
وقال إن "رؤية رئيس الغرفة متوافقة بشكل كبير مع أفكارنا، خصوصا لجهة تفعيل العجلة الاقتصادية، وطرابلس تحديدا لها دور أساسي في هذا الإطار، ونحن نعمل على ثلاثة محاور أساسية تم بحثها خلال اللقاء، وهي: أولا تقديم دعم مباشر للغرفة في ما تقوم به من استثمارات وتسهيلات لأعمال التجار والصناعيين، والالتزام بفتح مكتب للوزارة في مقر الغرفة لمساعدة التجار. ثانيا المشاريع الكبرى، وفي طليعتها مشروع إعادة تفعيل معرض رشيد كرامي الدولي، الذي يشكل رافعة ثقافية واقتصادية وتجارية مهمة جدا للمدينة والشمال وكل لبنان. ثالثا مشروع المنطقة الاقتصادية الحرة ومرفأ طرابلس، وهما ضمن صلاحيات الوزارة، ومن الأولويات الوطنية".
وأضاف: "هذه المشاريع مترابطة وتشكل معا رؤية متكاملة قابلة للتنفيذ، مع الإشارة إلى أهمية مطار الرئيس رينيه معوض في القليعات كرافعة اقتصادية لأبناء الشمال".
وفي ملف الأمن الغذائي وإهراءات القمح، أوضح البساط، أن "الغرفة قدمت دراسة وخطة متكاملة حول الإهراءات"، مشيرا إلى مسارين تعمل عليهما الوزارة: الأول يتعلق بالإهراءات القديمة في بيروت، وهو موضوع بيئي وإداري وسياسي معقّد لكنه ضمن الأولويات. والثاني إنشاء إهراءات جديدة في مواقع استراتيجية، أبرزها طرابلس والبقاع، لقرب الأولى من المرفأ وإمكانية ربطها بخطوط الترانزيت".
وأشار إلى أن زيارته "ليست بروتوكولية، بل تشكل التزاما عميقا وجديا"، مؤكدا "العمل على خطوات ملموسة لجهة الإعلان قريبا عن تشكيل مجالس إدارية لمعرض رشيد كرامي الدولي ومنحه صلاحيات أوسع، وللمنطقة الاقتصادية الحرة وتكليفها بمهام محددة".
وقال: "كذلك حصلنا على تمويل من البنك الدولي بقيمة 250 مليون دولار، منها 70 مليونا مخصصة لقروض ميسّرة، وسنعمل على توزيعها بشكل عادل وفعّال".
واضاف: "طرابلس ليست هامشا في الخريطة الاقتصادية، بل هي نبض الاقتصاد وركيزته، وسنثبت بالأفعال، لا بالوعود، أن الشمال في قلب الخطة الاقتصادية للدولة".
وأبدى إعجابه بما تقوم به غرفة طرابلس بقيادة دبوسي لما لديها من "رؤى ومشاريع تتلاصق مع نظرتنا الى الأمور الإقتصادية"، مؤكدا أن "الغرفة دائما في المقدمة ونحن نقف وراءها".
بدوره، رأى دبوسي أن زيارة وزير الاقتصاد الى غرفة وطرابلس في هذا التوقيت هي بحد ذاتها "مؤشر أمل وجدية". وقال: "الوزير البساط شخصية إستثنائية ذات خلفية علمية ومهنية متينة، وله نجاحات مثبتة، وتطوع لخدمة لبنان كوزير في واحدة من أصعب المراحل. بصراحة، هذه شخصية لا يُطلب منها شيء، لأنها تعرف تماما ماذا يريد هذا الوطن، وتؤمن برسالته، وتدرك أنه رغم نقاط ضعفه وموقعه في منطقة ملتهبة، يمتلك كل مقومات النهوض".
أضاف: "طرابلس قادرة على أن تكون رافعة للاقتصاد الوطني، وهناك إمكانية لتنفيذ مشاريع كبرى بالتعاون مع الوزارة والحكومة".
وختم: "كل هذه المشاريع تبقى مرهونة بإطلاق صيغة وطنية جديدة للبنان، تكون منفتحة على المجتمع الدولي وتبتعد عن العنف والعسكرة، لأن الأمن والاستقرار شرط أساسي لأي نهوض فعلي".
ونوه البساط خلال لقاء جمعه بالمشاركين في برنامج "تدريب المدربين(TOT) " ضمن مشروع "المكتب الوطني للمساعدة التجارية"، باحتضان غرفة طرابلس البرنامج، معتبرا أن ذلك "يعكس الثقة بموقع الغرفة كمركز وطني لدعم بيئة الأعمال ورفع كفاءة الكوادر اللبنانية، وهي السباقة دائما في هذا المجال. وأن هذه المبادرة تعزز قدرة الشركات اللبنانية على التوسع نحو الأسواق الإقليمية والدولية، وتدعم المساعي الوطنية لتطوير الاقتصاد وتعزيز تنافسيته".
.