تعد صورة رونالدو بقصة شعره الغريبة في مونديال 2002 من أكثر اللحظات رسوخا في ذاكرة عشاق اللعبة، لكن ما هو المنطق وراء هذا المظهر غير التقليدي الذي اختاره المهاجم البرازيلي الفذ؟
وفي بطولة استضافتها كوريا الجنوبية واليابان، ورغم المفاجآت الكثيرة، ظل النقاش يدور بشكل واسع حول قرار "الظاهرة" رونالدو نازاريو الغريب بحلق معظم شعره وترك خصلة صغيرة غير متناسقة في مقدمة رأسه.
ما وراء القصة
في 12 أبريل 2000 تعرض المهاجم البرازيلي لكسر في وتر الغضروف لركبته اليمنى، خلال مباراة ذهاب نهائي كأس إيطاليا بين فريقه حينها إنتر إيطاليا ضد فريق لاتسيو.
وتحديدا في الدقيقة 58 من المباراة، كان رونالدو عائدا من إصابة بتمزق في وتر الركبة أبعدته عن الملاعب لنحو 4 أشهر، وبعدما كان يحاول تجاوز أحد مدافعي الفريق المنافس، سقط بمنظر مؤثر، وبدا يحاول إخفاء دموعه بتغطية وجهه.
وبحسب تقرير لصحيفة "ماركا" الإسبانية، فإن جيرارد سايلانت، الجراح الفرنسي الذي أجرى العملية لرونالدو قال حينها: "المعجزات غير موجودة. يحتاج إلى ثمانية أشهر على الأقل للتعافي والعودة للعب مرة أخرى، ولا يمكنني حتى أن أؤكد أنه سيلعب من جديد".
أما رونالدو فقد قال للموقع الرسمي لـ"الفيفا": "لقد شجعتني عائلتي، والأطباء، وكان الأمر يستحق، علاوة على ذلك، أصبحت أباً لأول مرة في ذلك الوقت، وكان هذا دافعا مهما بالنسبة لي، أعطتني ولادة ابني رونالد القوة التي احتاجتها لتحمل هذا العذاب الذي لا ينتهي".
واحتاج لاعب برشلونة السابق، والذي كان في سن 23 سنة وثلاثة أشهر، إلى نحو عام ونصف للعودة إلى الملاعب من جديد، حيث غاب عن 60 مواجهة لفريق إنتر في جميع المسابقات.
مونديال 2002
ورغم الإصابة، عاد رونالدو بعد عامين، ليشارك مع منتخب البرازيل في مونديال كوريا واليابان.
قبل كأس العالم 2002، كان جزء كبير من الحديث يدور حول ما إذا كان رونالدو، الفائز بالكرة الذهبية مرتين، قادرا على قيادة بلاده إلى المجد مرة أخرى على الرغم من مشاكله السابقة مع الإصابات.
وزاد الحدث عن رونالدو بظهوره بقصة شعر غريبة بحلق معظم شعره وترك خصلة صغيرة غير متناسقة في مقدمة رأسه.
وقد تم الكشف لاحقا أن قصة شعر رونالدو في مونديال 2002 كانت بمثابة تكتيك ذكي لتحويل انتباه وسائل الإعلام.
وكان الهدف هو منع تكرار الاهتمام غير المسبوق الذي حظيت به إصاباته وتأثيرها قبل نهاية الألفية.
وأراد رونالدو أن يتمكن من التركيز على ما يبرع فيه في أوج قوته: تسجيل الأهداف.
اعتراف رونالدو
وفي حديثه لشبكة "ESPN" في عام 2018، قال المهاجم الأسطوري: "كانت لدي إصابة في ساقي، وكان الجميع يتحدث عن ذلك. قررت قص شعري وترك ذلك الجزء الصغير هناك. جئت إلى التدريب ورآني الجميع بشعر غريب. الجميع أصبح يتحدث عن الشعر ونسوا الإصابة".
وتابع رونالدو: "تمكنت من الحفاظ على هدوئي واسترخائي والتركيز على تدريبي".
ورغم أنه لم يكن فخورا بمظهره غير التقليدي، فقد أشار: "لست فخورا بالقصة نفسها لأنها كانت غريبة جدا. لكنها كانت طريقة جيدة لتغيير الموضوع".
مسيرة البرازيل ورونالدو في مونديال 2002
وقع منتخب البرازيل في كأس العالم 2002 ضمن المجموعة الثالثة رفقة منتخبات كوستاريكا، تركيا، والصين.
ونجح "السيليساو" في تخطي تلك المجموعة بسهولة، بعدما حصد 9 نقاط من ثلاثة انتصارات.
في مباراة دور الـ16، اصطدمت البرازيل بمنتخب بلجيكا، وتخطته بهدفين نظيفين.
وفي ربع النهائي، تقابلت البرازيل مع منتخب إنجلترا وحققت الفوز بهدفين مقابل هدف.
أما في نصف النهائي، فقد خطف "السيليساو" فوزا صعبا من تركيا بهدف نظيف سجله رونالدو، ثم واجه منتخب البرازيل نظيره الألماني في النهائي ليفوز "السيليساو" بهدفين نظيفين من توقيع رونالدو أيضا.
رونالدو الذي كان يعتقد أنه من المستبعد وربما من المستحيل أن يتعافى بشكل كامل من إصاباته ويستعيد مستواه المعهود، قدم أداء استثنائيا ومذهلا في كأس العالم 2002، حيث تصدر قائمة الهدافين برصيد ثمانية أهداف ليصنف كأحد أبرز اللاعبين في تاريخ البطولة وسببا رئيسيا في فوز منتخب البرازيل باللقب العالمي الخامس في تاريخه.
كانت تلك البطولة بمثابة عودة قوية ومذهلة لرونالدو بعد سلسلة من الإصابات الخطيرة التي هددت مسيرته الكروية.