دعا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى إلى وأد الفتنة المتنامية بين الطائفتين الدرزية والسنية، مؤكداً أهمية الحوار العقلاني لطمأنة أبناء السويداء، ومحمّلاً الدولة السورية المسؤولية الأولى عمّا جرى وضرورة احتواء الموقف حفاظاً على الاستقرار.
وعبّر أبي المنى، عن حزنه الشديد حيال ما وصفه بـ"الجرح العميق" الذي أصاب جبل العرب نتيجة الانتهاكات التي طالت أبنائه، معتبراً أن ما حصل كان نتيجة سوء إدارة وغياب التفاهم، وجرّ إلى مجازر وانتهاكات تهدد السلم الأهلي.
وانتقد بشدة تجاوز حق الدفاع المشروع في الأحداث الأخيرة، مشددًا على أن أبناء السويداء لم يعتدوا، بل دافعوا عن أرضهم وكرامتهم، وأن ما جرى من ردود فعل كان نتيجة استفزازات واعتداءات موثقة، بما فيها تنكيل بالجثث وحرق للمنازل.
كما نفى ما تردد عن ذبح أو إعدام بدو في مضافة الشيخ حكمت الهجري، موضحاً أن تلك المزاعم عارية من الصحة، وأن من تقاليد الدروز إغاثة الملهوف واحترام الضيف، متهماً بعض الأطراف ببث شائعات ومقاطع مفبركة لتأجيج الفتنة.
وأبدى قلقه من تغلغل التطرف في بعض الأجهزة الأمنية التي دخلت الجبل، متسائلًا عن وجود جهات تكفيرية تعمل تحت غطاء الدولة. وأكد أن الدولة هي المسؤولة عن رعاية عقد اجتماعي جامع لم يتحقق بعد، مطالباً بالحوار والشراكة بدل العنف والإقصاء.
وحول تحميل الشيخ الهجري مسؤولية ما جرى، قال إن الأخير كان في موقع الدفاع لا الهجوم، وإن المطلوب هو إزالة الهواجس بالحوار لا بالتحامل. كذلك رفض بشدة أي رهان على حماية إسرائيل، محذرًا من أنها تتخلى عن حلفائها متى انتفى دورهم.
وختم قائلًا: "اليوم أُحرقت بيوت أبناء عمومتي وقُتلوا، لكنني أدعو إلى الصبر والمصالحة. علينا أن نتعلم من الدم، لا أن نغرق فيه".