أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، على أهمية تغيير أسلوب العمل الحكومي وتعزيز العلاقات مع دول الجوار، مشيرًا إلى أن المتشدقين بحقوق الإنسان يكيلون بمكيالين، وصامتون أمام الجرائم المروّعة بحق شعب غزة.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن مسعود بزشكيان، رئيس الجمهورية، حضر صباح اليوم إلى مبنى وزارة الخارجية، حيث التقى بنواب الوزير ومديري الوزارة.
وخلال كلمته في هذا الاجتماع، قال رئيس الجمهورية: لم أتغيّر منذ كنت نائبًا في البرلمان، ما زلت نفس الشخص؛ يجب أن نتحلى بالهمّ المهني وأن نتابع العمل بجدية. لقد منحنا الصلاحيات للوزراء ولمحافظي المحافظات، ويجب تصحيح بعض الأخطاء. لماذا لا يستطيع محافظ أن يقوم بعمل ما أقوم به أنا؟
وأضاف بزشكيان: إذا تم الالتزام بإطار السياسات، أي السياسات العامة والبرامج، وتم منح الصلاحية لمن هو في الميدان، فإن العمل سيتقدم، وإذا وقع خطأ ما، فيجب تصحيحه. عندها فقط سيتحسن حال البلاد. كما يجب على المحافظين أن يمنحوا الصلاحيات للمديرين المحليين.
ووجّه حديثه إلى مديري وزارة الخارجية قائلاً: صناعة الرواية أمر مهم، ونطلب من باقي المؤسسات أيضًا أن يواصلوا هذا العمل بشكل منهجي ومنظم.
الرؤية الإقليمية أولوية
وأشار إلى ضرورة تغيير النظرة تجاه طريقة إدارة البلاد: "إذا أردنا أن نُحدث تغييرًا حقيقيًا، فعلينا أولاً أن نُغيّر طريقة تفكيرنا. وأدعوكم أن تطبّقوا عمليًا ما تطرحونه من أفكار واقتراحات، وسنكون إلى جانبكم داعمين".
وأكد الرئيس أن الحكومة عازمة على توطيد العلاقات مع دول الجوار، وقال: "بمساعدة مسؤولي وزارة الخارجية والمواطنين، سنعزز علاقاتنا الإقليمية، وسنقترب أكثر من أبناء شعبنا داخل البلاد ونعمل على معالجة الشكاوى والمطالب".
وأضاف: "ليست هناك حاجة لتوسيع أنظارنا بعيدًا جدًا، بل يمكننا تحقيق الكثير من الإنجازات من خلال تعزيز العلاقات مع محيطنا الإقليمي. الأكاديميون، والتجار، والناشطون الثقافيون، والسياح، وحركة التنقل عبر الحدود، جميعهم يمكن أن يكونوا شركاء في هذا المسار".
العناية بالإيرانيين في الخارج
وفي جانب آخر من كلمته، شدّد الدكتور بزشكيان على أهمية وضع إطار تسهيلي لعودة الإيرانيين المقيمين في الخارج، قائلاً: "علينا إعداد آلية تضمن عودة آمنة ومطمئنة لهؤلاء المواطنين، دون خوف أو قلق، وهذا يتطلب تنسيقًا مع السلطة القضائية ووزارة الاستخبارات. هؤلاء من ثروات الوطن ويجب الحفاظ عليهم".
وتابع: "كما أشار قائد الثورة الإسلامية، علينا أن نستعد دومًا للدفاع عن بلدنا، لكن تبقى الدبلوماسية أداة أهم من أي وسيلة أخرى. لا شك أن الحياة في ظل السلم أفضل من الحرب".
صمتٌ مخزٍ تجاه مجازر غزة
وانتقد الرئيس بشدة المواقف الغربية والمنظمات الدولية إزاء ما يجري في غزة، قائلاً: "من يرفعون شعار حقوق الإنسان كاذبون... لا أطيق مشاهدة المشاهد التي تبث من غزة، فأين هي أوروبا؟ وأين منظمات حقوق الإنسان؟"
وأضاف بحدة: "كيف يمكن لهؤلاء الذين يزعمون الدفاع عن الإنسانية أن يبرّروا هذه الجرائم الوحشية ضد الشعب الفلسطيني؟! وكيف لا يرى بعض الإعلاميين الإيرانيين المقيمين بالخارج هذه المجازر، وهم يغضّون الطرف عن ما يجري في غزة وسوريا، بينما يركزون على تضليل الرأي العام؟"
وتابع: "ضربوا سجن إيفين وقتلوا أبرياء، ثم يخرجون ويزعمون أن الجمهورية الإسلامية لا تُعامل السجناء السياسيين كما ينبغي! هؤلاء يدّعون الدفاع عن حقوق الإنسان بينما يؤيدون العدوان الإسرائيلي. هذا عارٌ، ومع ذلك هناك من ينصت إليهم".
وفي ختام حديثه، أكد رئيس الجمهورية أن الطريق الوحيد للمضي قدمًا هو الوحدة والخدمة الصادقة، وقال: "لقد قلت مرارًا إننا نمتلك الله، وإذا تعلقنا به وسعينا جاهدين لخدمة الناس، فإن الشعب سيثبت في وجه التحديات، ولن تتمكن أي قوة من كسر إرادته الموحدة. وإذا لم ننجح، فنحن من يتحمّل المسؤولية".
وخاطب في نهاية كلمته دبلوماسيي وزارة الخارجية قائلاً: "عزّزوا علاقاتكم الدولية، وسعوا لتوسيع آفاق التنقل والتبادل، حتى يكون صوتنا عاليًا ومسموعًا في وجه العدوان والظلم في هذا العالم".