دولي

انفجار شعبي وتفاقم أزمة المياه.. هل اقتربت إيران من "اليوم صفر"؟

انفجار شعبي وتفاقم أزمة المياه.. هل اقتربت إيران من

أدت طوارئ المياه في إيران إلى تصاعد الغضب الشعبي في العديد من المدن؛ بسبب فشل البنية التحتية وسوء الإدارة، ما فاقم المظالم المشتركة.

وحذّر مدير شركة طهران للمياه والصرف الصحي، محسن أردكاني، في مقابلة أُجريت معه، يوم الاثنين، من اقتراب "اليوم صفر"، نقطة جفاف الخزانات، بسرعة. وقال إن الإجراء الوحيد المتبقي أمام السكان هو خفض استهلاكهم بنسبة 20% على الأقل.

وحذر أردكاني، في حديثه لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية المملوكة للدولة، من أنه "إذا فشلنا في بذل جهود جادة في الحفاظ على المياه، فإننا نقترب من "اليوم صفر"، وهو الوقت الذي تُفرغ فيه خزاناتنا بالكامل.. ومع ذلك، يمكن تأخير وصول ذلك اليوم اعتمادًا على مقدار استهلاك الناس، وإذا لم نوفر بشكل جدي، فسوف نقترب من تلك النقطة".

وأكد أنه في حين أن الخطط طويلة الأجل جارية، فإن العمل الفوري ضروري: "يتم تنفيذ الخطط المستقبلية، ولكن في الوضع الحالي، فإن الطريقة الوحيدة لإنقاذ طهران من أزمة المياه هي أن يوفر المواطنون ما لا يقل عن 20% في الاستهلاك".

وتشهد إيران حالياً عامها الخامس على التوالي من الجفاف، حيث سجلت 154.5 ملم فقط من الأمطار في العام الجاري، وهو الأكثر جفافاً منذ قرن، وفقاً لأردكاني.

ويُعدّ تحذيره الأحدث في سلسلة من التحذيرات الصادرة عن مسؤولين إيرانيين لطالما أعربوا عن قلقهم إزاء خطورة الأزمة. 

لمواجهة الطلب المتزايد على الطاقة وسط ارتفاع قياسي في درجات الحرارة، أعادت الحكومة فرض إغلاق القطاع العام في أربع محافظات على الأقل، يوم الأربعاء. واتُّخذت إجراءات مماثلة الأسبوع الماضي، مما يعكس الضغط المتزايد على البنية التحتية للكهرباء والمياه.

في طهران، يبلغ مستوى خزاناتها المائية حالياً 414 مليون متر مكعب فقط، أي أقل من نصف المتوسط الموسمي البالغ 925 مليون متر مكعب، مما يترك عجزاً يتجاوز 500 مليون متر مكعب. 

على الصعيد الوطني، تواجه إيران حالة طوارئ مائية شاملة، حيث وصلت احتياطيات السدود إلى أدنى مستوياتها التاريخية، حيث يعاني أكثر من 80% من البلاد من إجهاد مائي الشديد. 

يُقرّ المسؤولون بأن الأزمة تتجاوز مجرد جفاف دوري، بل تعكس فشلاً هيكلياً ناجماً عن عقود من سوء الإدارة البيئية، وحفر الآبار غير المنظم، والسياسات الزراعية قصيرة النظر. ويؤكدون أنه بدون تدخل عاجل ومنهجي، فإن الانهيار البيئي ليس خطراً، بل حتمياً.

غضب متزايد 

أقرّ الرئيس مسعود بزشكيان في خطابات عديدة ألقاها مؤخراً بأن احتياطيات المياه في البلاد على وشك النفاد؛ بسبب سوء الإدارة في الماضي. ولم تُسهم إجراءات الطوارئ التي اتخذتها حكومته، مثل إغلاق محطات المياه ومنع استخدام المسابح، في تخفيف الأزمة. 

ومع تفاقم الاضطرابات اليومية، وارتفاع درجات الحرارة، وتكثيف الخطاب السياسي غير المؤثر، فقد نفد صبر الجمهور.

يوم الثلاثاء، احتجّ سكان مدينة خمام، شمال محافظة جيلان، على انقطاع الكهرباء والماء لفترات طويلة، مرددين هتافات: "الماء والكهرباء والحياة حقوقنا الأساسية". 

جاءت المظاهرات بعد احتجاجات أكبر في مدينة سبزوار شمال شرقي إيران، الأسبوع الماضي، عندما قام السكان بإغلاق الطرق وتجمعوا أمام المكاتب الحكومية قبل أن تفرقهم قوات الشرطة بالغاز المسيل للدموع.

ذكرت صحيفة "هميحان" الإصلاحية أن الاحتجاجات تُثبت صحة التحذيرات السابقة من أن أزمة المياه ستُصبح قضية أمن قومي إذا لم تُحتَوى، وجاء في المقال: "لم تُؤخذ تلك التحذيرات على محمل الجد، لذا يتردد صدى شعار المياه في الشوارع".

يقرأون الآن