كشفت شهادات ميدانية جديدة لجنود وضباط إسرائيليين في غزة، عن حالة من الإنهاك الشديد والإستنزاف الداخلي، وسط تساؤلات عن جدوى استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة والتي ما زالت مستمرة منذ تشرين الأول 2023.
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نقلت تلك الشهادات وذلك إثر جولة نظمها الجيش الإسرائيلي لصحافيين داخل مدينة بيت ياحون شمال القطاع.
وخلال حديثهم، أعرب الجنود عن إرهاق جماعي متراكم، مشيرين إلى أنهم يعيشون "جحيماً فعلياً".
وقال أحد جنود الاحتياط من سلاح الهندسة: "لن أعود إلى غزة مجدداً. ما نحتاجه ليس مجرد بضع ساعات من النوم، بل أن نخرج من هذا الجحيم".
بدوره، وصف آخر، يعمل في حياته المدنية كمهندس برمجيات، المشهد قائلاً: "معظم الجنود هنا من مستوطنات الضفة، يقاتلون من أجل راتب مؤقت، ولا يملكون وظائف ثابتة".
أحد الجنود اقترب من الصحفيين قائلاً: "نحن مستنزفون، لا توجد قوات كافية لتنفيذ المهام، أخبروا الناس في الخارج بما نمرّ به. الوضع قابل للانفجار".
وقال جندي آخر يعمل في جمعية خيرية: "خدمت أكثر من 450 يوماً، وموظفونا أنهكوا، ونطلب منهم ألا يعودوا للميدان، فنحن نخسرهم".
إلى ذلك، رصدت "هآرتس" وشوماً على أذرع جنود، تحمل أسماء رفاق سقطوا خلال العمليات أو مواقع قتالية، في محاولة منهم لتخليد لحظات قاسية "ربما لا تُشفى".
التقرير ختم بالقول إن غزة وتحديداً بيت حانون، لم تعد ساحة معركة تقليدية، بل باتت رمزاً لحرب قال عنها الجنود الإسرائيليون: "تستنزفنا أكثر مما تستنزف عدونا".