في معبد يقع على جرف صخري في جزيرة بالي الأندونيسية الاستوائية، تقوم مجموعة غير متوقعة من المجرمين بإدارة واحدة من أكثر عمليات الاحتيال تطوراً في العالم.
كل أسبوع، يسرق أفرادها عشرات الهواتف والمحافظ وغيرها من الأشياء الثمينة من السياح في وضح النهار ويستبدلونها بمكافآت مجزية.
ويستمر هذا الأمر منذ عقود ولم يتمكن أحد من إيقافه.، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
وقال جوناثان هامي، وهو سائح من لندن سرق قرد نظاراته الشمسية أثناء زيارته العام الماضي: "لقد استولى القرود على المعبد. إنهم يديرون عملية احتيال".
واكتشف باحثو الرئيسيات أن قرود المكاك تسرق المتعلقات لاستخدامها عملة للتبادل مع البشر في مقابل الطعام.
ويمكن لبعض القرود التمييز بين الأشياء التي نقدرها كثيراً (الهواتف الذكية والنظارات الطبية والمحافظ) وتلك التي لا نقدرها (القبعات والشباشب ومشابك الشعر)، وتقوم بالمقايضة وفقاً لذلك، بحسب فريق من جامعة ليثبريدج أمضى سنوات في تصوير قرود المكاك وتحليل مئات الساعات من اللقطات.
وتتطلب العديد من الحالات مساعدة مروضي القرود في المعبد، الذين يُطلق عليهم اسم "باوانغ"، والذين يتفاوضون مع الخاطفين ذوي الفراء، ويقدمون فاكهة مثل الموز والمانغا في مقابل الأشياء المسروقة.
وفي حالات نادرة، يستخدمون بيض الدجاج النيء، الذي تحبه القرود بشدة.
وقالت كيتوت أريانا، البالغة من العمر 52 عاماً والتي تعمل في المعبد مدربة قرود منذ عقدين، إن الحيوانات تسرق عشرات الأشياء أسبوعياً، بما في ذلك 5 إلى 10 هواتف ذكية يومياً.
ثمة نظريات مختلفة حيال متى بدأت السرقة وكيف؟ بحسب أريانا، فإن السرقة بدأت قبل وصول السياح، كانوا يسرقون المجوهرات من الأشخاص الذين يأتون لحضور الاحتفالات الدينية، الآن، يسرقون النظارات والهواتف الذكية.
من المعروف أيضًا أن القرود تسرق لمجرد التسلية.