يشهد سوق الانتقالات الصيفية الحالية إنفاقاً قياسياً في الدوري الإنكليزي الممتاز، كما جرت العادة في السنوات الأخيرة، إذ أنفقت الأندية الإنكليزية نحو 2.1 ملياري يورو لضم لاعبين جدد، متفوّقة بذلك على ما أنفقته ثلاث دوريات كبرى مجتمعة؛ الدوري الإسباني، الألماني، والإيطالي والتي بلغت مجتمعة نحو 1.8 مليار يورو.
وذكر موقع "ترانسفير ماركت" أنّ ما يميز الـ"بريميرليغ" هذا الصيف ليس حجم الإنفاق فحسب، بل أيضاً قدرته المتزايدة على تحقيق أرباح ضخمة، حيث جنت الأندية الإنكليزية 1.1 مليار يورو من مبيعات اللاعبين وهو رقم يفوق بكثير ما حققته أي من الدوريات الأوروبية الأخرى، إذ حل الدوري الإيطالي في المركز الثاني بإيرادات بلغت 822 مليون يورو.
وأضاف التقرير أنّ الدوري الإنكليزي الممتاز بات الأكثر ربحاً في سوق الانتقالات، إذ تكشف البيانات الخاصة بالمواسم العشرة الماضية كيف أنّ الـ"بريميرليغ" تمكن من تعديل موازنته لتحقيق هيمنة مزدوجة: من حيث أعلى إنفاق وأعلى دخل من بيع اللاعبين على مستوى أوروبا.
وأشار التقرير إلى أنّ مداخيل الـ"بريميرليغ" من مبيعات اللاعبين شهدت قفزة كبيرة بعد جائحة كورونا؛ فبعد أن كانت لا تتجاوز 454 مليون يورو في موسم 2020-2021، ارتفعت إلى 1.8 مليار يورو في الموسم الماضي، أي بزيادة بلغت 300%.
وأوضح التقرير أنّ مبلغ 1.1 مليار يورو الذي حققته الأندية الإنكليزية حتى الآن في صيف 2025 يُعدّ أعلى رقم يُسجل في هذه المرحلة من الميركاتو على الإطلاق، متجاوزاً الرقم القياسي السابق المسجل في صيف 2024، والبالغ 893 مليون يورو.
ويُشكّل كل من تشيلسي ومانشستر سيتي نسبة كبيرة من تلك المداخيل؛ إذ بلغ إجمالي دخلهما من مبيعات اللاعبين منذ موسم 2020-2022 نحو 1.47 مليار يورو، وهو ما يُعادل 23% من إجمالي دخل أندية الدوري خلال تلك الفترة.
ويعود ذلك جزئياً إلى صفقات كبيرة مثل انتقال إيدن هازارد إلى ريال مدريد مقابل 121 مليون يورو عام 2019، وجوليان ألفاريز إلى أتلتيكو مدريد مقابل 75 مليون يورو عام 2024، إلا أنّ السبب الأكبر يكمن في سياسة الناديين القائمة على التوقيع مع عدد كبير من اللاعبين الشباب وبيعهم لاحقاً لتحقيق أرباح. فقبل هذا الموسم، بلغ دخل مانشستر سيتي من بيع لاعبي الأكاديمية 433 مليون يورو، بينما حقق تشيلسي 479 مليون يورو.
أما ليفربول، فيحتل المركز السادس بين الأندية الإنكليزية من حيث إجمالي مبيعات اللاعبين في آخر خمسة مواسم، غير أنه جاء ثالثاً على مستوى الأندية الأوروبية هذا الصيف، بعدما جمع 133 مليون يورو من بيع لاعبين مثل لويس دياز إلى بايرن ميونيخ وغاريل كوانساه إلى باير ليفركوزن. ويُعدّ النادي من أبرز الأندية التي تُجيد تعظيم القيمة السوقية للاعبين الذين لم يعد لهم دور في الفريق، مثل ساديو ماني (32 مليون يورو)، فابينيو (46.7 مليون يورو)، سيب فان دن بيرغ (23.6 مليون يورو)، وفابيو كارفاليو (23.4 مليون يورو).
أما العامل الآخر الذي يعزز هذا التحوّل الاستراتيجي في سوق انتقالات الكرة الإنكليزية، فهو صعود أندية منتصف الجدول، وفي مقدمتها برايتون، الذي أصبح نموذجاً يُحتذى به. فمنذ صعوده إلى الدوري الممتاز عام 2017، جمع النادي أكثر من 578 مليون يورو من مبيعات اللاعبين، عبر صفقات مثل انتقال بن وايت إلى أرسنال مقابل 59 مليون يورو، ومويسيس كايسيدو إلى تشيلسي مقابل 116 مليون يورو، وأخيراً جواو بيدرو إلى البلوز مقابل 64 مليون يورو.