بدأ المدرب الألماني هانسي فليك موسمه الثاني مع نادي برشلونة، وسط حالة من التفاؤل بين الجماهير والإدارة، خاصة بعد النجاح الباهر الذي حققه في موسمه الأول، حيث توّج بالثلاثية المحلية: الدوري الإسباني، وكأس الملك، وكأس السوبر الإسباني، وذلك للمرة الأولى في تاريخ النادي الكاتالوني.
وذكرت صحيفة "آس" الإسبانية أنه، على الرغم من الآمال الكبيرة التي يعلّقها الـ"بلوغرانا" على فليك في موسمه الجديد، إلا أن المسيرة التدريبية للمدرب الألماني تحمل مؤشرات مقلقة بشأن قدرته على الحفاظ على النسق نفسه في العام الثاني، وهو ما تؤكده الأرقام والتجارب السابقة.
وبدأت رحلة فليك التدريبية من الدرجة الخامسة في ألمانيا، عندما قاد نادي فيكتوريا بامينتال في موسم 1996/1997، ونجح في إنقاذه من الهبوط. لكن موسمه الثاني شهد انهياراً كارثياً، حيث هبط الفريق إلى الدرجة السادسة، لتبدأ معه سلسلة تراجع مستمرة حتى اليوم.
وفي موسم 2000/2001، تولى فليك تدريب هوفنهايم، وتمكّن من قيادة الفريق إلى الصعود من الدرجة الرابعة إلى الثالثة. إلا أن موسمه الثاني شهد تراجعاً كبيراً، حيث أنهى الفريق الموسم في المركز الثالث عشر، ثم استقر في مراكز متوسطة في المواسم التالية.
أما المرحلة الأهم في مسيرة فليك التدريبية فجاءت رفقة نادي بايرن ميونيخ في موسم 2019/2020، حين قاد الفريق إلى موسم استثنائي تُوّج خلاله بالثلاثية التاريخية.
لكن في الموسم التالي، رغم حفاظه على لقب الدوري المحلي، شهدت نتائج الفريق تراجعاً ملحوظاً محلياً وأوروبياً، ما دفع فليك إلى طلب الرحيل في نهاية الموسم، في ظل تقارير تحدثت عن خلافات داخلية ورغبته في خوض تجربة جديدة.
وفي عام 2021، تولى فليك قيادة المنتخب الألماني، وحقق بداية قوية بفوزه في جميع مبارياته السبع في تصفيات كأس العالم. إلا أن عامه الثاني شهد انتكاسة كبيرة، بخروج منتخب المانشافت من دور المجموعات في كأس العالم بقطر 2022، ثم سلسلة من النتائج السلبية في 2023، أبرزها الخسارة القاسية أمام اليابان (1-4) ودياً، والتي تسببت في إقالته بعد عامين فقط من توليه المنصب.
في برشلونة، لا يزال هناك قدر كبير من الثقة في فليك وقدرته على مواصلة النجاح، لا سيما بعد الثورة التكتيكية التي أحدثها في موسمه الأول، لكن التحدي الحقيقي يكمن الآن في كسر "لعنة الموسم الثاني" التي طاردته في محطاته السابقة.