قال البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، في قداس شبيبة الانتشار، في الديمان: "لا تهتمّوا لحياتكم بما تأكلون وبما تلبسون" . بهذه الكلمات لا يقصد الربّ يسوع تجاهل ضروريّات الحياة، بل يريد أن يفتح أمامنا أفقًا أوسع: أن لا نجعل همّ الغد يسرق منّا فرح اليوم، وأن لا نُستعبد لقلق الغد، وننسى أنّنا في يد الله".
وتابع: "أنتم سفراء لبنان بصداقاتهم، وباخلاقكم في أعمالكم، في فنّكم، في علمكم، في شهاداتكم. أنتم الحاضر الذي يصنع المستقبل، أنتم الوجه الحقيقي لصورة لبنان أمام العالم. لا تظنوا للحظة أنّكم فقط أولاد الإغتراب، أو أبناء المسافة. أنتم قلب الوطن النابض في العالم، أنتم سفراؤه الحقيقيّون. أنتم تثبتون في بلدان الإنتشار، أنّ اللبنانيّ قادر أن يتألّق، أن ينجح، أن يساهم في بناء المجتمعات، أن يزرع القيم والمبادئ في قلوب الأجيال. أنتم الدليل أنّ لبنان لا يموت، لأنّه متجذّر فيكم".
وأضاف: "سجّلوا قيودكم في سجلّات النفوس اللبنانيّة. لا تكتفوا بالحنين، بل ترجموه إلى وجود قانونيّ ووطنيّ. فالجنسيّة ليست عاطفة فقط، بل انتماء فعليّ، وجذور يجب تثبيتها في الأرض والمؤسّسات. كونوا على تواصل دائم مع لبنان بثقافتكم وزياراتكم ودعمكم. وتذكّروا دومًا لبنان كمستقبل نبنيه معًا".