لبنان

"أشبه بمسلخ".. تفاصيل جديدة عن هجوم "البيجر" في لبنان

كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تفاصيل جديدة عن هجوم أجهزة النداء الذي نفّذته إسرائيل في أيلول من العام الماضي، واصفةً العملية بـ"النجاح الأعظم مما نعتقد".

وأشارت الصحيفة إلى أنّ حزب الله أقرّ هذا الأسبوع بعدم تعافي أي من مقاتليه الذين أصيبوا في الهجوم، وفق ما نقلته صحيفة "التلغراف" البريطانية. ففي 17 أيلول، فجّر الموساد آلاف أجهزة النداء المفخخة في وقت واحد، ما أسفر عن إصابة نحو 3000 شخص واستشهاد 12 آخرين على الأقل، بينهم طفلان.

العملية التي استغرق التخطيط لها عقدًا كاملًا، وُصفت بأنها من الأكثر تطورًا، ووجّهت ضربة موجعة لأقوى وكلاء إيران في لبنان، إذ ألحقت أضرارًا جسيمة بالقدرات اللوجستية لحزب الله وحطمت معنويات مقاتليه، واضطر التنظيم إلى تحمل عبء رعاية آلاف الجرحى الذين يحتاجون إلى علاج طويل الأمد. وصرّح ممثل جمعية جرحى الحزب لوكالة "أسوشيتد برس" بأن أياً من المصابين لم يتعافَ بشكل كامل.

وبحسب الصحيفة، فإن معظم الضحايا كانوا من المقاتلين أو المنتسبين للحزب، فيما أصيب أيضًا عشرات المدنيين، غالبيتهم من أقارب العناصر أو موظفين في مؤسسات تابعة له. وقد أشادت إسرائيل بالعملية معتبرةً إياها دليلًا على تفوقها الاستخباراتي والتكنولوجي، بينما رأت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية أن الهجوم قد يشكّل انتهاكًا للقانون الدولي لعدم التفريق بين الأهداف العسكرية والمدنية، وهو ما ينفيه المسؤولون الإسرائيليون.

ومن بين القصص الإنسانية، تبرز مأساة سارة جابال (21 عامًا) التي فقدت عينها وأربعة أصابع وأصيبت بندوب بالغة في وجهها بعد انفجار جهاز نداء التقطته في منزلها. خضعت حتى الآن لـ45 عملية جراحية وتعيش بصعوبة في الرؤية. كما أُصيب الطفل حسين دهيني (12 عامًا) بجروح خطيرة أدت إلى فقدان عينه اليمنى وعدة أصابع وأسنان وطرف أنفه. أما زينب ميسترا (26 عامًا)، ففقدت عينها أثناء انفجار جهاز قريب منها، ووصفت مشاهد الفوضى في المستشفيات بأنها "أشبه بمسلخ".

وفي اليوم التالي لهجوم الـ"بيجر"، نفّذت إسرائيل عملية أخرى فجّرت خلالها أجهزة راديو تابعة لحزب الله، ما أدى إلى مقتل 25 شخصًا وإصابة أكثر من 600 آخرين، وفق السلطات الطبية اللبنانية. وبعد أيام، اغتيل الأمين العام السابق للحزب حسن نصر الله واستشهد المئات من مقاتليه ومدنيين في سلسلة غارات جوية إسرائيلية انتهت بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني/نوفمبر.

وأوضحت الصحيفة أن حزب الله، الذي أضعفته الحرب مع إسرائيل، أُجبر على وقف نشاطه العسكري في جنوب لبنان، وتولّى الجيش اللبناني مهمة تفكيك قواته المسلحة. وعلى الرغم من وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، تواصل إسرائيل شن هجمات محددة ضد أهداف تابعة للحزب، فيما وافقت الحكومة اللبنانية هذا الأسبوع على موعد نهائي بنهاية العام الجاري لإنهاء عملية نزع سلاحه.

يقرأون الآن