أفادت صحيفة "كوميرسانت" –إحدى أبرز الصحف اليومية الروسية– بأن الحكومة السورية مهتمة بعودة الدوريات الروسية إلى محافظات الجنوب السوري، على نحو مشابه لما كانت عليه قبل سقوط نظام الأسد في الثامن من كانون الأول الماضي.
ونقلت الصحيفة عن مصدر شارك في لقاء وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، مع الجالية السورية في موسكو أواخر تموز الماضي، أن دمشق ترى أن عودة الدوريات الروسية قد تقلّص عمليات الجيش الإسرائيلي، التي تصاعدت خلال الأشهر الماضية تحت ذريعة إقامة منطقة عازلة و"حماية الدروز".
وقال المصدر: "السلطات السورية بقيادة الرئيس أحمد الشرع معنية بعودة دوريات الشرطة العسكرية الروسية إلى مواقع انتشارها السابقة في المحافظات الجنوبية، لمنع تدخل إسرائيل في الشؤون السورية"، مضيفاً أن موسكو قادرة على تنظيم العلاقة بين الحكومة السورية وتل أبيب.
وأشار المصدر إلى الدوريات التي نفذتها القوات الروسية في القامشلي عقب زيارة الشيباني إلى موسكو، وذلك للمرة الأولى منذ سقوط الأسد، معتبراً أن ذلك يشير إلى تعزيز التعاون بين سوريا وروسيا، لا سيما أن القوات الروسية نفذتها منفردة من دون إشراك "قوات سوريا الديمقراطية – قسد".
وبشأن موقف تل أبيب من عودة النشاط الروسي إلى الجنوب السوري، نقلت "كوميرسانت" عن مصدر إسرائيلي قوله إن الأمر مرتبط بعدة عوامل، من بينها الاتفاقات بين روسيا وإسرائيل، والموقف الذي ستتخذه موسكو في حال إبرام اتفاقية مع الحكومة السورية بشأن استئناف الدوريات.
الشيباني وأبو قصرة يزوران موسكو للمرة الأولى بعد سقوط الأسد
أجرى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ووزير الدفاع، مرهف أبو قصرة، زيارة إلى العاصمة الروسية موسكو، في 31 تموز الماضي، هي الأولى عقب سقوط نظام الأسد.
وبدأت المحادثات باجتماع بين الشيباني ووزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، تلاه لقاء بين أبو قصرة ووزير الدفاع الروسي، أندريه بيلاوسوف، حيث بحث الجانبان العلاقات الثنائية بين دمشق وموسكو والتطورات في سوريا.
وأكد لافروف دعم بلاده لتنمية العلاقات مع دمشق على أساس الاحترام والمصلحة المتبادلة، مشيراً إلى تقدير روسيا للخطوات التي تتخذها سوريا لحماية البعثات الدبلوماسية الروسية، وإلى أهمية تكثيف الحوار بين الجانبين للحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها.
وشدد على معارضة موسكو لمحاولات زعزعة استقرار سوريا، واستخدامها ساحة لتصفية الحسابات، مؤكداً أن المبادرات التي أطلقها الرئيس السوري أحمد الشرع تسهم في تجاوز الأزمة. ودعا إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا فوراً، مشيراً إلى اتفاق مع دمشق لإعادة النظر في الاتفاقيات الثنائية.
من جهته، أكد الوزير الشيباني أن سوريا فتحت أبوابها للعالم بعد الإطاحة بالنظام المخلوع، وتسعى إلى علاقات قائمة على الاحترام والمصلحة المشتركة، داعياً إلى تعاون كامل مع روسيا في دعم مسار العدالة الانتقالية بما يضمن حقوق الضحايا.
واعتبر الشيباني أن العلاقات مع موسكو تمر بمنعطف حاسم، وأن الحوار معها يمثل خطوة استراتيجية تدعم مستقبل سوريا، مؤكداً تشكيل لجنة لإعادة تقييم الاتفاقات مع روسيا بما يخدم مصالح السوريين في مرحلة إعادة الإعمار.
واتهم الشيباني الجيش الإسرائيلي بتغذية العنف عبر اعتداءاته المتكررة على الأراضي السورية، معتبراً أن هذه الهجمات تعقد المشهد وتزعزع الاستقرار، مشدداً على أن أي سلاح خارج إطار الدولة سيؤدي إلى الفوضى كما حصل في السويداء، وأن الدولة وحدها تضمن أمن المدنيين.