خرج اللقاء الثلاثي الأميركي الأوروبي الأوكراني في البيت الأبيض بأجواء إيجابية.
وكشف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته مساء أمس الاثنين، أن هناك مناقشات جارية بشأن منح ضمانات أمنية لأوكرانيا على غرار تلك التي يقدمها الحلف للدول الأعضاء.
وقال روته لقناة "فوكس نيوز" الأميركية، عن عقب اجتماع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين، إن الولايات المتحدة أشارت إلى رغبتها في المشاركة في تصور للضمانات الأمنية فيما تجري مناقشة ضمانات وفقا للمادة 5 من معاهدة حلف الناتو.
كما أكد أن ما يتم مناقشته "ليس عضوية أوكرانيا) في الناتو، بل ضمانات أمنية وفقا للمادة 5 ". وشدد على أنه لم تتم في واشنطن مناقشة إرسال قوات برية إلى الأراضي الأوكرانية.
من جهته، أوضح زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي أنه سيتم العمل على تحديد الضمانات الأمنية لبلاده في غضون 10 أيام على الأرجح.
لعل الإجابة الأولية تكمن في منح كييف حماية شبيهة بما تؤمنه المادة 5 من معاهدة الحلف والتي تنص على أنه في حال مهاجمة دولة عضو في الناتو فإن جميع الأعضاء تتأهب للمشاركة في الدفاع عنها سواء عسكريا أو دبلوماسياُ وسياسيا.
أما الفكرة الثانية فأتت عبر ما طرحه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ألا وهي تشكيل قوة، منبثقة من "تحالف الراغبين"، تتمركز في أوكرانيا بعد وقف إطلاق النار أو اتفاق السلام. لكن أحدا لم يُفصّل علنًا شكل هذه القوة. فيما أكد مسؤولون عسكريون أن شكلها مهم.
فمن الأفكار المطروحة تشكيل "قوة حفظ سلام" متكاملة، يُفترض أنها مُسلحة، تدعم وتكمل مهام الجيش الأوكراني، لأغراض دفاعية فقط. لكن الفكرة هي ردع روسيا عبر دفع الكرملين للتفكير مليًا في الدخول في صراع مع جنود من دول أعضاء في حلف الناتو.
إلا أن المشكلة تكمن في أن مثل هذا المقترح يتطلب عشرات الآلاف من الجنود ليكون رادعًا ذا مصداقية، وفق ما أفادت صحيفة "نيويروك تايمز"
أما الفكرة الثالثة فتكمن في تشكيل قوة "فخ"، أي قوة أصغر بكثير من حيث العدد.
لكنها لن تتمكن من تدعيم القوات الأوكرانية بقوة، ودعمها في تشكيل قوة ردع دفاعية مهمة.
إلا أن الأوروبيين يعتقدون أن الروس سوف يترددون في المخاطرة بقتل جنود أوروبيين غير أوكرانيين في أي مواجهة مقبلة.
في حين يكمن المقترح الرابع في إنشاء "قوة مراقبة". قد تكون صغيرة، بضع مئات من الجنود أو نحو ذلك، مهمتهم الأساسية الإبلاغ عن أي عمل عسكري قادم.
لكن يمكن إنجاز هذا المهمة عبر استخدام الأقمار الصناعية والكاميرات الأرضية، دون الحاجة إلى مراقبين أة قوات على الأرض.
كما أن هذه القوة لن تكون كبيرة بما يكفي لشن أي نوع من الدفاع.
وكان الرئيس الأميركي أشار إلى أن بلاده ستدعم تقديم ضمانات أمنية أوروبية إلى أوكرانيا للمساعدة في إنهاء الحرب مع روسيا.
لكن ترامب لم يصل إلى حد الالتزام بإرسال قوات أميريية في إطار هذه الضمانات الأمنية، وقال إنه بدلا من ذلك سيكون هناك وجود أمني "مماثل لحلف شمال الأطلسي (ناتو)"، مشيرا إلى أنه سيجري تسوية جميع هذه التفاصيل في اجتماع مع قادة الاتحاد الأوروبي.