كيليان مبابي الأمل المتبقي لريال مدريد

يمر نادي ريال مدريد بواحدة من أصعب المراحل في الفترة الأخيرة، حيث كان يعتمد بشكل كبير على تألق نجومه في صناعة الفارق، لكن اليوم يبدو أنّ الفريق يعاني من غياب اللمسة الحاسمة من بعض لاعبيه، وعلى رأسهم فينيسيوس جونيور الذي شهد تراجعاً ملحوظاً في مستواه.

مع حالة التذبذب وعدم الاستقرار التي يعيشها الفريق، لم يبق أمام الملكي سوى خيار وحيد لإنقاذ موسمه وإحياء الروح الهجومية، وهو الاعتماد على كيليان مبابي، النجم الذي يُنظر إليه الآن كالأمل الأخير لإعادة التوازن؛ فمنذ التحاقه بالفريق أثبت مبابي قدرته على تحمّل المسؤولية كاملة وأصبح القلب النابض لـ"الملكي".

في المباراة أمام أوساسونا ضمن منافسات الدوري الإسباني، تمكن مبابي من فرض سيطرته منذ البداية، حيث قدم أداءً استثنائياً وأظهر مهارات فردية لافتة بتنفيذه تسع مراوغات ناجحة أربكت دفاع الخصم، كما واجه ركلة جزاء بكل ثقة وترجمها إلى هدف ساهم مباشرة في تحقيق الفريق انتصاراً مهماً وحصد أول ثلاث نقاط له في البطولة.

ومع أنّ الفريق خلق 18 فرصة هجومية عبر الجهة اليسرى التي ضمت فينيسيوس وكاريراس خلال تلك المباراة، إلا أنّ مبابي كان العنصر الحاسم.

لمسات مبابي وتحرّكاته وقراراته كانت المفتاح الحقيقي لتحقيق الفوز وتأكيد دوره كـ"المنقذ" الذي يحتاجه الفريق بشدة خلال هذه المرحلة.

ما يثير الانتباه أنّ تأثير مبابي داخل الفريق بدأ يترك بصمته على زملائه، إذ أصبح واضحاً أنّ فينيسيوس يدرك تماماً أنّ مبابي هو النجم الأول حالياً، وهو المحور الذي يعتمد عليه المدرب تشابي ألونسو في خطط اللعب.

من خلال تنفيذه لركلات الجزاء بثقة كبيرة وسهولة، وجه مبابي رسالة واضحة إلى الجميع بأنه الركيزة الأساسية للفريق ولا يمكن تعويضه أو التخلي عنه تحت أي ظرف.

على الجانب الآخر، يبدو أنّ فينيسيوس ما زال يواجه صعوبات في استعادة مستواه المعهود وسط أداء غير مستقر، بينما فقد رودريغو مكانه في التشكيلة من دون تفسير حقيقي لهذا التراجع في دوره بالفريق.

في نهاية المطاف، بات من الواضح أنّ مبابي يصنع أسطورته الخاصة داخل ريال مدريد، خصوصاً بعد التألق اللافت الذي قاده للتتويج هدافاً للدوري الفرنسي ست مرات مع باريس سان جيرمان، ثم مرّة أخرى بقميص ريال مدريد، والآن يسير بثقة نحو تحقيق لقب هداف الدوري الإسباني للمرّة الثامنة توالياً.

يقرأون الآن