رياضة

سبب سياسي يمنع ريال مدريد من طباعة اسم "فرانكو" على قميص ماستانتونو

سبب سياسي يمنع ريال مدريد من طباعة اسم

منذ أن وطأت قدماه عشب "سانتياغو برنابيو"، أصبح الأرجنتيني الشاب فرانكو ماستانتونو حديث الشارع المدريدي، اللاعب البالغ من العمر 18 عاماً، الذي شارك لأول مرة في المرحلة الافتتاحية من الدوري الإسباني أمام أوساسونا، خطف القلوب سريعاً بموهبته وحضوره، حتى أن اسمه تردد بقوة في مدرجات البرنابيو، فيما باتت قميصه من بين الأكثر طلباً في المتاجر الرسمية.

لكن خلف هذا المشهد الإيجابي، يبرز جدل غير مألوف، جماهير ريال مدريد لا تستطيع طباعة اسم "فرانكو" على قمصانها، رغم أنه اسم اللاعب الأول، والسبب أبعد ما يكون عن كرة القدم.

السياسة تتسلل إلى كرة القدم

بحسب ما كشفته صحيفة ABC الإسبانية، فإن المشكلة تكمن في نظام التخصيص داخل المتجر الرسمي لريال مدريد، الذي يمنع استخدام بعض الأسماء المرتبطة تاريخياً أو سياسياً بأحداث حساسة في إسبانيا.

وعلى رأس القائمة يأتي اسم "فرانكو"، في إشارة مباشرة إلى الديكتاتور الإسباني فرانثيسكو فرانكو، الذي ارتبط حكمه بالقمع والجدل الكبير في تاريخ البلاد.

وبذلك، حين يحاول أي مشجع كتابة اسم "Franco" على القميص، تظهر رسالة فورية مفادها "سياسة التخصيص لدينا لا تسمح باستخدام هذا الاسم".

ازدواجية مثيرة للجدل

القرار أثار استغراب الكثيرين، ليس فقط لأن الاسم يمثل اللاعب الشاب ماستانتونو، بل أيضاً بسبب ما اعتبره المشجعون "ازدواجية في القواعد"، فبينما يُحظر اسم "فرانكو" إلى جانب "هتلر"، تظل أسماء مثل "موسوليني" و"ستالين" متاحة للطباعة دون عوائق.

الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، إذ أضاف النادي إلى قائمته المحظورة بعض أسماء لاعبي المنافسين مثل "روبرت ليفاندوفسكي" و"أنطوان غريزمان"، بينما تمر أسماء أخرى مثل "رافينيا" دون مشكلة، وهذا التناقض جعل كثيرين يرون أن السياسة المتبعة غير واضحة المعايير، وتثير جدلاً أكثر مما تمنع.

بطل جديد في مدريد... وسط عاصفة

ورغم هذا الجدل، فإن مكانة ماستانتونو تتعزز يوماً بعد يوم داخل الفريق وبين الجماهير، فالهتافات التي رافقته في ظهوره الأول "فرانكو، فرانكو، فرانكو" أكدت أن المشجعين لا يرون في اسمه أي حساسية، بل تعبيراً عن فخرهم بلاعبهم الجديد، لكن في السياق الإسباني، يبدو أن الأبعاد السياسية للتاريخ الحديث لا تزال تفرض نفسها حتى في تفاصيل تبدو بسيطة، مثل طباعة قميص.

في الأرجنتين، اسم "فرانكو" شائع للغاية ولا يحمل أي دلالة سلبية، لكن في إسبانيا يتحول إلى رمز مثير للانقسام، وهذا التباين الثقافي يضع اللاعب الشاب في موقف غير مألوف، إذ يجد نفسه في قلب نقاش لا علاقة له بالملعب أو الأداء، بل بتاريخ بلد لم يولد فيه.

يقرأون الآن