من هو أبو عبيدة الذي تقول إسرائيل إنها استهدفته في غزة؟

قالت وسائل إعلام اسرائيلية مساء اليوم السبت إن الجيش الإسرائيلي نفذ محاولة لاغتيال الناطق العسكري باسم حماس "أبو عبيدة" في مدينة غزة .

وبحسب القناة 14 الإسرائيلية، فإن "تقارير من قطاع غزة، تشير إلى أن أبو عبيدة كان موجوداً في شقة تم استهدافها"، في حين قال يوسي ميلمان المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" في تغريدة على موقع إكس إن "الهدف أبو عبيدة".

كما ذكر موقع "واللا نيوز" أن "استهداف الشقة جاء في أعقاب معلومات استخبارية دقيقة وصلت للشاباك أكدت وجود حذيفة الكحلوت (أبو عبيدة) فيها".

إلى ذلك، أفاد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي مساء اليوم في بيان مشترك مع متحدثين باسم جهاز الأمن العام (الشاباك)، بأن "عنصرا بارزًا في حماس تعرض لهجوم باستخدام طائرة تابعة لسلاح الجو".

وأوضح الجيش أن الهجوم نُفذ في مدينة غزة شمال القطاع، "بقيادة القيادة الجنوبية وتوجيه من مديرية الاستخبارات العسكرية".

وأعلن الجيش الإسرائيلي أيضا أنه "قبل الهجوم، اتُخذت العديد من الخطوات للحد من احتمال إلحاق الأذى بالمدنيين، بما في ذلك استخدام أسلحة دقيقة، ومراقبة جوية، ومعلومات استخباراتية إضافية. 

من هو أبو عبيدة؟

ظهر أبو عبيدة للمرة الأولى في العام 2006 في بيان أصدره يعلن تنفيذ المقاومة عملية "الوهم المتبدد" شرق مدينة رفح، والتي أدت لقتْل جنديين إسرائيليين وجرح اثنين آخرين وأسر الجندي جلعاد شاليط، وذلك رداً على قصف عائلة "أبو غالية" في 9 يونيو/حزيران، على شاطئ منطقة بيت لاهيا.

أصبح أبو عبيدة شخصية معروفة بعد أن أعلن قائد كتائب القسام محمد الضيف عن بدء "عملية طوفان الأقصى"، الاسم الذي أطلقته حركة حماس على الهجمات التي شنتها من غزة، وأدت إلى مقتل 1200 شخص في جنوب إسرائيل يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وكنَّى بأبي عبيدة تيمنًا بالصحابي فاتح القدس أبي عبيدة عامر بن الجراح في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، إلا أن هويته الحقيقية غير معروفة إلى الآن. أطلقت عليه العديد من الألقاب منها الملثم، ويشرف بشكل مباشر على دائرة الإعلام العسكري في كتائب القسام. ويتميز بفصاحة اللسان وفن الخطاب

كوفية حمراء

لا أحد يعرف هوية أبو عبيدة بالضبط، ودائماً ما يظهر في تسجيلات الفيديو ووجهه مغطى بالكوفية الحمراء، وهي وشاح فلسطيني تقليدي، ويقف إلى جانب آية قرآنية تظهر على الشاشة وهو يعلن سير العمليات العسكرية وتفاصيلها.

وينشر أبو عبيدة خطاباته عبر قناته على تطبيق "تلغرام" التي يقال إنها انطلقت عام 2020، ولا توجد لديه أي منصات تواصل اجتماعي أخرى معروفة.

يرغب الكثيرون في الكشف عن هوية أبو عبيدة. وفي 25 أكتوبر/تشرين الأول، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، مقطع فيديو على تويتر يظهر صورة لرجل يقول إنه أبو عبيدة.

وقال أدرعي إن الاسم الحقيقي للرجل هو "حذيفة سمير عبد الله الكحلوت"، ولم تعلق حماس ولا القسام على هذه الادعاءات.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن أبو عبيدة حصل على درجة الماجستير من كلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية في غزة عام 2013. وأضافت أنه كتب أطروحة بعنوان: "الأرض المقدسة بين اليهودية والمسيحية والإسلام"، وأنه كان يستعد للحصول على درجة الدكتوراه.

وبحسب الصحيفة نفسها، فإن أبو عبيدة ينحدر في الأصل من قرية نعليا في غزة، التي احتلتها إسرائيل عام 1948. ويعيش الآن، بحسب التقارير، في جباليا شمال شرق غزة.

وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن منزله تعرض للقصف الإسرائيلي أكثر من مرة في عامي 2008 و2012، بالإضافة إلى قصفه في العملية الحالية في قطاع غزة.

يمثل أبو عبيدة شخصية ألهمت أطيافاً واسعة من الشعوب العربية وأشخاصاً من هذا العالم لكون صوته وصورته ومضمون خطابه بمثابة وسيلة تشفي غليلهم وتواسيهم في خضم شعورهم بالإحباط واليأس والقهر مما يتعرض له الفلسطيني من ظلم واضطهاد .

أبو عبيدة، في النهاية، هي كنية لشخصية مخولة من المجلس العسكري للقسام بتلاوة البيانات والإعلانات العسكرية بلغة عربية فصيحة، بلا أخطاء نحوية، وبنبرته الشهيرة وحركة إبهامه المعتادة.