عربي

بؤر توتر تتأثر بالاتفاق السعودي الإيراني.. أين؟

بؤر توتر تتأثر بالاتفاق السعودي الإيراني.. أين؟

نشرت وكالة "رويترز" ملخصا للوضع في بعض مناطق الشرق الأوسط التي تشهد صراعات بالوكالة تتورط فيها إيران والسعودية، والتي يمكن أن تتأثر باتفاق استئناف العلاقات بين القوتين الإقليميتين الذي أُعلن عنه يوم الجمعة الفائت بوساطة صينية.

اليمن

تدخلت الرياض في اليمن على رأس تحالف مدعوم من الغرب في 2015 لمواجهة جماعة الحوثي بعد أن أطاحت الجماعة المتحالفة مع إيران بالحكومة المعترف بها دوليا في العاصمة صنعاء.

وتعتري الحرب بين الجانبين حالة من الجمود العسكري منذ سنوات. ودأب الحوثيون، الذين يمثلون سلطة الأمر الواقع في شمال اليمن ويسيطرون على مناطق على الحدود اليمنية السعودية، على شن ضربات متكررة بالصواريخ والطائرات المسيرة على المملكة.

واستأنفت الرياض وجماعة الحوثي محادثاتهما المباشرة العام الماضي بدعم من سلطنة عمان بعد هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة. وانتهت الهدنة في تشرين الأول/ أكتوبر لكنها صمدت إلى حد بعيد.

ومن شأن استئناف العلاقات بين الرياض وطهران أن يسهل من إبرام اتفاق بين السعودية والحوثيين.

وتمثل حرب اليمن أحد أسباب توتر العلاقات بين السعودية وإدارة الرئيس جو بايدن، التي فرضت قيودا على مبيعات الأسلحة الأميركية للرياض.

سوريا

تقدم إيران دعما عسكريا واقتصاديا ودبلوماسيا للرئيس السوري بشار الأسد منذ أن أدى قمع الاحتجاجات في عام 2011 إلى فرض عزلة عليه.

ووفرت الصين أيضا غطاء لسوريا في الأمم المتحدة وحافظت على علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع دمشق.

وفي بداية الأزمة، دعمت الرياض قوات المعارضة في محاولاتها الإطاحة بالأسد بهدف إضعاف طهران. لكن في الوقت الذي ساهم فيه دعم إيران للأسد على قلب زمام الأمور لصالحه، تضاءل الدعم السعودي للمعارضة المسلحة والسياسية.

ويأتي الاتفاق السعودي الإيراني في وقت تتضاءل فيه العزلة العربية المفروضة على الأسد. وقالت السعودية إن زيادة التواصل مع سوريا قد يؤدي إلى عودتها إلى جامعة الدول العربية.

ورحبت وزارة الخارجية السورية بالاتفاق ووصفته بأنه "خطوة مهمة" من شأنها تعزيز الاستقرار الإقليمي. ولم تعلق جبهة المعارضة على الأمر.

ودأبت إسرائيل، التي تريد تطبيع العلاقات مع السعودية، على قصف مواقع إيران في سوريا.

لبنان

انقسمت السياسة اللبنانية على مدى سنوات بين تحالف مؤيد لإيران تقوده جماعة حزب الله صاحبة النفوذ وتحالف مؤيد للسعودية.

وفي 2021، سحبت السعودية ودول الخليج العربي سفراءها بسبب ما قالت إنها سيطرة حزب الله على الدولة.

واستأنف السفراء عملهم بعد ذلك لكن لبنان يعاني في ذلك الوقت من انهيار مالي حانق وهو الآن يواجه أزمة سياسية غير مسبوقة مع عدم وجود رئيس منذ شهور وحكومة تعمل بصلاحيات محدودة.

وأثار التقارب بين طهران والرياض الأمل في انتهاء حالة الشلل هذه. وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري إن "القراءة الإيجابية" للأنباء يجب أن تدفع السياسيين اللبنانيين إلى انتخاب رئيس على وجه السرعة.

ووصف حزب الله الاتفاق بأنه "تحول جيد" لكنه حذر من أن تداعياته الكاملة لا تزال غير واضحة. ودعمت الجماعة السياسي المسيحي سليمان فرنجية لمنصب الرئاسة لكن مصدرين يقولان إن السعودية ترفض ترشيحه.

العراق

بعد الإطاحة بصدام حسين في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، عمقت إيران نفوذها السياسي والأمني والاقتصادي في العراق مما أثار قلق السعودية.

وفي 2019، شنت إيران هجوما بطائرة مسيرة حلقت فوق الأجواء العراقية واستهدفت منشآت نفطية سعودية. وفي العام التالي، أدى إعادة فتح المعبر الحدودي بين السعودية والعراق بعد أكثر من عقدين إلى زيادة الآمال في تحسين العلاقات.

واستضافت بغداد محادثات مباشرة بين جارتيها لكنها توقفت العام الماضي بعد أن واجه العراق أزمة سياسية.

ووصفت بغداد الاتفاق الذي أبرمته السعودية وإيران بأنه وسيلة "لفتح صفحة جديدة". ويأمل العراقيون في حدوث انفراجة في المنطقة بما يسمح بإعادة بناء بلادهم بدلا من حالة عدم الاستقرار التي يشهدها العراق بسبب الصراع بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربي وإيران.

الأمن البحري

حدثت مناوشات بين إيران والغرب في مياه الخليج، التي يمر عبرها كميات كثيرة من شحنات النفط حول العالم.

ووقعت عدة هجمات على ناقلات النفط هناك في 2019، بعد أن أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب خروج بلاده من الاتفاق النووي مع إيران وعاود فرض العقوبات عليها. وفي محاولة لتهدئة التصعيد، بدأت الإمارات والسعودية التعامل مباشرة مع إيران.

وصادر الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين شحنات أسلحة يُشتبه بأنها جاءت من إيران. وتتبادل إيران وإسرائيل الاتهامات بمهاجمة سفن إحداهما الأخرى في السنوات القليلة الماضية. 

يقرأون الآن