وقد قال مؤلف الدراسة الدكتور زهي بان: " إن عادة أخذ قيلولة أثناء النهار شائعة في جميع أنحاء العالم، وتعتبر عادة صحية بشكل عام. كما أن الرأي الشائع هو أن القيلولة تحسن الأداء وتقاوم النتائج السلبية لقلة النوم في الليل،
لكن دراستنا هذه تتحدى هذه الآراء المنتشرة على نطاق واسع "كما وأخبر الدكتور زهي في مقابلة مع الجمعية الأوروبية لأمراض القلب، أن أخذ قيلولة لأكثر من ساعة يمكن أن يشكل تهديدا للقلب ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة المبكرة لأسباب أخرى. وقد وجدت الدراسة أن اختيار القدر المناسب من النوم يمكن أن يكون مفيدا لقيلولة صحية، وأن الإكثار في أي شيء يعتبر ضارا للجسم حتى الراحة.
الكثير من النوم ليس جيداً: قام الباحثين بتحليل بيانات إجمالي 313651 مشاركاً من أكثر من 20دراسة سابقة، وقد كان أقل من أربعة من بين كل 10 أشخاص، أي ما نسبته 39% يأخذون قيلولة بشكل منتظم، مقارنة مع الأشخاص الذين لا يأخذون قيلولة، كشفت النتائج أن المشاركين الذين أخذوا قيلولة بانتظام لأكثر من ساعة لديهم مخاطر أعلى بنسبة 30 % للوفاة لجميع الأسباب و34% أعلى للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وعلى عكس الدراسات السابقة، أخذ الباحثين في عين الاعتبار مدة النوم ليلاً لكل شخص، فعند أخذ مدة النوم ليلاً في عين الاعتبار، اكتشف مؤلفي الدراسة وجود صلة بين فترات القيلولة الأطول وزيادة خطر الوفاة، وأن أولئك الذين ينامون أكثر من ست ساعات في الليل، وبغض النظر عن طول القيلولة النهارية، كانوا أكثر عرضة لخطر الوفاة بنسبة 19% مقارنة بغيرهم بالإضافة إلى ذلك، ترى النساء والمشاركين الأكبر سناً في الدراسة وجود مخاطر أعلى مرتبطة بقيلولة بعد الظهر، حيث تتعرض النساء اللواتي يأخذن قيلولة لأي فترة من الوقت لخطر الموت بنسبة 22%، بينما يكون لدى المشاركين الأكبر سناً مخاطر أعلى بنسبة 17%، مقارنة بالمشاركين الذين لا يأخذون قيلولة.
كيف تساعد القيلولة في تحفيز صحتنا؟ بينما يبدو أن خطر الموت يرتفع عند أخذ قيلولة أطول، توصل مؤلفي الدراسة إلى أن القيلولة القصيرة يمكن أن تساعد في تحسين الصحة وتعزيزها أيضاً، وهذا ينطبق بشكل خاص على أولئك الذين لا يحصلون على قسط كاف من النوم ليلاً، حيث يقول زهي بان: " تشير النتائج إلى أن أخذ قيلولة قصيرة تقل عن 30 إلى 45 دقيقة قد تحسن صحة القلب لدى الأشخاص الذين ينامون بشكل غير كافي في الليل لذلك، إذا كنت ترغب في أخذ قيلولة، فإن دراستنا تشير إلى أنه من الأكثر أماناً أن تكون أقل من ساعة، أما بالنسبة لأولئك الذين ليس لديهم عادة النوم أثناء النهار، فلا يوجد دليل مقنع لدفعهم لأخذ قيلولة " تجدر الإشارة إلى أن الباحثين لم يجدوا السبب الدقيق الكامن وراء تأثير القيلولة الضار على القلب في هذه الدراسة، وقد قالوا إن بعض الدراسات الأخرى تشير إلى أن القيلولة الطويلة يمكن أن يكون لها صلة بمستويات أعلى من الالتهاب، وهذا بدوره يؤثر على صحة القلب، كما وكانت هناك أيضاً روابط تم إجراؤها بواسطة دراسات أخرى، والتي تفيد بارتباط القيلولة بالصحة البدنية السيئة والسكري وارتفاع ضغط الدم.