أكّدت وثيقة داخلية للجيش الإسرائيليّ، بوضوح وبشكل قاطع على الفشل الذريع في تحقيق أهداف "عربات جدعون"، مشيرة إلى أن تل أبيب "ارتكبت كل خطأ مُمكن" في العملية التي كان الجيش الاسرائيلي قد شنّها شماليّ القطاع، وشملت التهجير، وقتل وإصابة عشرات آلاف الأهالي.
وذكرت القناة 12 بانه على الرغم من إعلان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، الشهر الماضي، تحقيق أهداف عمليّة "عربات جدعون"، إلا أن الوثيقة التي كتبها رئيس جهاز التدريب في القوات البرية، العميد بقوات الاحتياط غاي هازوت، استعدادًا للمرحلة التالية لاحتلال قطاع غزة؛ تُفصّل أن إسرائيل لم تعمل على هزيمة حماس في العملية، بل لردعها، بهدف التوصل إلى اتفاق، وقد أدركت حماس ذلك.
وتُظهر الوثيقة أن أساليب القتال لم تتوافق مع "عقيدة القتال" التي يتّبعها الجيش الاسرائيلي، وطريقة القتال التي اتّبعتها حركة حماس. كما ذكرت الوثيقة التي وصلت عناصر الجيش، أن إسرائيل تصرّفت بـ"تراخ" في ما يتعلّق بالتخطيط وتنفيذ المساعدات الإنسانية. وفي هذا السباق ادّعت أن حماس نجحت في خلق طابع غير صحيح بوجود مجاعة.
وأشارت إلى أن الاجتياح الذي نفّذه الجيش الإسرائيلي، كان في المناطق ذاتها التي اجتاحها، وعمل فيها سابقًا، "وبإيقاع بطيء"، وأن "إسرائيل زوّدت حماس بالموارد (أتاحت لها التزوّد بها)"، وقاتلت دون إطار زمنيّ أو إدارة للموارد، مما أدى إلى تآكل قواتها، وفقدان الشرعية الدولية للعملية.
واشارت الوثيقة إلى أن "إسرائيل ارتكبت كل خطأ مُمكن، بشنها حربًا تُخالف عقيدة الحرب بالنسبة لها". ولفتت إلى أن أسلوب قتال الجيش الاسرائيلي، لم يُطابق عقيدة القتال وأسلوب قتال حماس، وتحت عنوان رئيسيّ، جاء أن الحركة "امتلكت جميع شروط البقاء والانتصار؛ الموارد، والحجم، وأسلوب قتال مُناسب".
كما شُدّد على أن بعض أهداف القتال لم تتحقق إطلاقًا، إذ لم تُهزم حماس عسكريًا ولا سياسيًا، ولم يُعَد الاسرى، لا من خلال اتفاق، ولا من خلال عملية عسكرية.
وعرضت الوثيقة الداخلية، سلسلة من الأسباب الرئيسية لفشل عملية "عربات جدعون"، من بينها أن إسرائيل اتخذت العملية بمنطق الردع، بدلا من الحسم، بهدف الدفع بصفقة أخرى، هي خطوة أدركت حماس كيفية استغلالها.
وذكرت الوثيقة أن "المنطق المنهجي للاجتياح قد انهار"، إذ لم يكن هناك تركيز للجهود في مراكز الثقل، كما عاودت القوات الاسرائيلية شنّ عمليات في مناطق سبق أن اجتاحتها، بالإضافة إلى أن البطء الناجم عن نقص الموارد، والأولوية الممنوحة لمبدأ الأمن، قد أعاق بشكل كبير "الإنجازات".
وأكدت الوثيقة أيضًا أن القتال جرى دون تحديد زمني واضح، حيث كانت الأولوية الحفاظ على القوات على حساب الحفاظ وتحقيق أهداف العملية نفسها، ما أدى إلى تآكل القوات والأسلحة، وبالإضافة إلى ذلك تسبب سوء التعامل مع الهجمات التي شنّتها حماس، بزيادة صعوبة اتخاذ القرار.
وفي تعقيبه على التقرير، قال الجيش الإسرائيليّ، إن "هذا محتوى نُشر دون تفويض، ولا موافقة الجهات المختصة"، مشيرا إلى أنه "يجري التحقيق في الأمر".
وأضاف أن "الجيش حقق الأهداف المحددة في إطار عملية ’عربات جدعون’، وحقق العديد من الإنجازات. وحاليًا، يواصل الجيش المرحلة الثانية من العملية، ويواصل العمل على تحقيق أهداف الحرب".